الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الشعب السوري: المساواة بين الضحية والجلاد تعددت الاسباب والموت واحد

الشعب السوري: المساواة بين الضحية والجلاد تعددت الاسباب والموت واحد

19.12.2013
د. صالح الدباني


امريكا
القدس العربي
الاربعاء 18/12/2013
انتهى تقرير لجنة تقصي الحقائق المختصة بالبحث عن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وسلّم للأمين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون والذي بدوره اعلن ان السلاح الكيماوي قد أستخدم حوالي الخمس مرات في سوريا على ضوء تقرير الجنة التي بحثت في الامر.
لم تخوّل هذه اللجنة بتحديد الجهة المسؤوولة عن استخدام هذ السلاح ولكنه ليس عصيا على من يبحث عن الحقيقة تحديد الجهة التي أطلقت منها الصواريخ، كما ان الدلائل والبراهين تثبت ان من كان بيده هذا السلاح ومن يملك السيطرة على معامله وتصنيعه وتخزينه. الشعب السوري والذي يدفع الثمن الغالي هو صاحب الحق الوحيد بمحاكمة مرتكبي تلك الجرائم البشعة في حقه.
ولكننا ننتظر لنرى ماذا هو رد فعل العالم بعد ان رأينا الدلائل. هل سيعلو صوت الحق وتضع الحروف على النقاط وترفع اصابع الاتهام نحو المجرم الحقيقي ليقدم الى العدالة ويأخذ جـــزاءه على ما ارتكب ام ستقلب الاية وتدفــن الحقيقة مع ضحايا الكيماوي وتصبح الازدواجية هي سيدة الموقف ويبنى الفاعل للمجهول.
ما زال الشباب السوري يذبح ليلا ونهارا، ذبِح قبل الكيماوي ويذبح بعد الكيماوي والمجتمع الدولي لا يحرك ساكناً وكأن من يقتلون بغير الكيماوي من الشعب السوري فائضاً عن البشرية ويجب التخلص منهم. أن تعددت الاسباب فالموت واحدٌ بالنسبة لمن يستشهدون من الشعب السوري؛ فهم لم يختاروا بأي طريقةٍ سيموتون وبأي سلاحٍ سيقتلون.
الشعب السوري محبٌ وتواقٌ للحياة كغيره من شعوب اهل الارض، ولأنه كذلك اراد ان يعيش بحرية وكرامة. ولكنه الـــيوم يذبح بالعشرات كالفراخ او كالقطعان، العشرات والمئات يموتون بنفس الطريقة كل يوم وبنفس الوسيلة ومن مجرمٍ معلوم محصن ومدعوم من قبل الجهات التي تهافتت لتحمي مصالحها معه.
لم تعد المقابرالمعلنة في سوريا هي المكان الوحيد لدفن الموتى بل اصبحت سوريا كلها مقبرة ولم يعد الموت يخيف احدا بعد ان اصبح المقرر اليومي واعتاد عليه الجميع.
معظم الشعب السوري اليوم ينتظر دوره في الموت في ظلِ صمت المجتمع الدولي المريب وغياب العدل المعيب والمساواة الغربية بـــين الضحية والجلاد.