الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الشعب السوري ومؤتمر المانحين

الشعب السوري ومؤتمر المانحين

18.01.2014
رأي البيان


البيان
الخميس 16/1/2014
    يعلق ملايين السوريين المشردين آمالهم على قرارات مؤتمر المانحين في الكويت، من أجل التخفيف من معاناتهم التي طالت، حيث باتت أزمة اللاجئين السوريين تمثل "أكبر كارثة إنسانية في الأزمنة الحديثة"، فثمة نحو ستة ملايين نازح ممن اضطروا إلى مغادرة بيوتهم، فيما تمكن نحو 2.3 مليون منهم من عبور الحدود، ليصبحوا لاجئين في دول الجوار. وأن نصف هذا العدد الكبير من النازحين هم من الأطفال.
ويأتي مؤتمر المانحين المنعقد في الكويت على وقع تفاقم أزمة اللاجئين، خاصة في ظل فصل الشتاء البارد، والحاجة الماسة للغذاء والملابس والأغطية وسقف يؤوي هؤلاء، في وقت أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريراً جديداً من الأردن ولبنان، قالت فيه إن هناك أعداداً صادمة حول الأطفال السوريين اللاجئين الذين ينشأون في عائلات مفككة، ويفقدون فرصة التعليم، ويصبحون المعيل الرئيس لأسرهم، إذ يشير التقرير بصورة مفصلة لتفكك العائلات، حيث يعيش ما يزيد على 70.000 عائلة سورية لاجئة دون آباء، وأكثر من 3.700 طفل لاجئ غير مصحوب أو منفصل عن كلا والديه.
وترك الصراع الذي دام 32 شهراً، آثاراً عميقة في الأطفال العُزَّل. وخلال الأشهر الستة الأولى من العام الماضي، أُحيل 741 طفلاً سورياً لاجئاً إلى المستشفيات في لبنان، وتلقوا علاجاً للإصابات التي يعانون منها. وخلال فترة استغرقت عاماً واحداً، تلقى أكثر من 1000 طفل في مخيم الزعتري بالأردن علاجاً لإصابات ترتبط بالحرب.
ويبدو، كما هو واضح، أن مؤتمر المانحين في الكويت يعي المعاناة التي يتكبدها الشعب السوري، حيث تجاوزت التبرعات العربية المليار دولار.
ومهما يكن من أمر، فإن دعم الشعب السوري يبقى واجباً يقع على المجتمع الدولي بأسره، وعلى المنظمات الإنسانية، وأنه لا بد من تتكاثف الجهود من أجل إنقاذ شعب، كل ذنبه هو المطالبة بالعيش الكريم.