الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الشعب لا يريد الاسد

الشعب لا يريد الاسد

18.05.2013
د . صالح الدباني

القدس العربي
السبت 18/5/2013
كانت الضربات الاسرائيلية الاخيرة موجعة للنظام السوري بشتى المقاييس اكثر من سابقاتها، سواء اكان ذلك من الناحية النفسية او الاعلامية او حتى المادية، ونحن لا نتحدث هنا عن الخسارة البشرية في صفوف المدنيين، ايا كانت فهي لا تهم النظام، لا من قريب ولا من بعيد على الاطلاق. ربما يعذر النظام نفسه من الرد على تلك الهجمات، لانشغاله بقتل شعبه، كما انه قد يوظّفها هذه المرة لصالحه.
ربما ارادت اسرائيل بضربتها هذه المرة ليس إذاء النظام السوري فحسب، بل بعكس ذلك التنفيس عليه في محنته، لعلمها انه لا يعير اي اهتمامٍ إذا ما قتل او أُصيب احد من الشعب السوري. يبقى السؤال يبحث عن جواب، اين صواريخ عابرات القارات؟ اين فيلق القدس والحرس الثوري؟ اين ما تدعي به حكومة ايران، التي قالت مراراً وتكراراً ان اي اعتداء من قبل اسرائيل على النظام السوري يُعد اعتداءً عليها؟ اين الرد السريع الذي تغنّت به ايران والمناورات البحرية والاستعراضات العسكرية؟ ام ان كل هذا يصب في خانة العداء للعدو التاريخي لايران وهم العرب. سقط القناع وانكشف ماوراءه وبان الذي بان، فقوات الحرس الثوري مشغولة بالمهمة الكبرى، وهي الدفاع عن نظام الاسد.
ربما لقي النظام السوري قليلا من التنفس بعد تزايد اعداد الالوية من القوات المشاركة مع شبيحته بقتل الشعب السوري، تلك الالوية الواصلة من العراقِ ولبنان ومن ما وراء شط العرب من بلاد فارس تلك القوات الآتيةٍ من اجل الانتقام من شعبٍ يمارس حقوقه المشروعة في اقصاء نظامٍ مستبد استعبده لعقودٍ من الزمن، كما ان ذلك الانتقام يحمل في طياته ضغينة الكره العميق الدفين لمئات السنين. لقد اثخن النظام الاستبدادي الدكتاتوري في قتل شعبه، حيث وصل عدد الشهداء الى ما يقارب المئة الف، علاوة على الملايين من المهجرين واللاجئين في سورية وخارجها، إضافةٍ الى مئات الالاف الذين يُعذّبون في سجونهِ ويموت منهم العشرات ليلا ونهارا بسبب التعذيب.
ان الذي يده في الماء ليس كمن يده في النار، وامريكا وروسيا مهما توافقت وجهات نظريهما فلن يجدوا حلاً يُفرض على الشعب السوري بمؤتمرٍ هنا او هناك، الشيء الذي خيّب امال الكثيرين من الشعب السوري، هو موقف امريكا غير المعتاد بعد ان تخلت عن كل ما تدعيه من حقوق الانسان وحق الشعب السوري في تحقيق مصيره وعلى النظام الذي قتل شعبه ان يرحل. تلك المصطلحات ذابت في حمية القرار الروسي الذي يقول بتفاوض ثوار الشعب مع النظام حسب شروطه، تلك إذا قسمةٌ ضيزى.
بقي ان نقول كيف لرئيسٍ يقتل شعبه من اجل ان يقبلوا به واليا عليهم، كيف لنظامٍ يتشدق بالديمقراطية يستخدم براميل البارود وصواريخ الاسكود، كيف يقبل شعبٌ على وجهِ الارضِ بنظامٍ كهذا؟