الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الضغوط الروسية لانتخاب رئيس "تفاجئ" إيران

الضغوط الروسية لانتخاب رئيس "تفاجئ" إيران

22.06.2015
ثريا شاهين



المستقبل
الاحد 21/6/2015
الاهتمام الروسي المستجدّ بضرورة حلّ الأزمة السورية، ينسحب أيضاً على الاهتمام المتزايد لموسكو بالملف اللبناني، أي بانتخابات رئاسة الجمهورية تحديداً وبوجوب عدم استمرار حالة الفراغ في هذا الموقع. إذ إنّ هناك اتصالات روسية أميركية تصبّ في هذا المجال وحركة ناشطة للتوصّل إلى تسوية ما.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفقاً للمصادر الديبلوماسية، وعد الرئيس سعد الحريري خلال زيارته لموسكو بأنّه سيبحث مع كل الأطراف الدولية والاقليمية موضوع تسهيل عملية انتخاب الرئيس في لبنان.
وفي هذا الاطار، تقوم موسكو باتصالات مع إيران، التي بحسب المصادر، يجب في رأي روسيا أن تؤدّي دوراً مساعداً في إنجاز هذا الاستحقاق، عبر السعي إلى مرشح توافقي ليس محسوباً لا على فريق 14 آذار ولا على فريق 8 آذار. الروس يعتبرون أنّه ثبت بعد سنة من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، وترشّح كل من مرشحي 14 و8 آذار لهذا المنصب، أنّه لا حظوظ لديهما بالنجاح، وبالتالي يشجّع الروس الدول الكبرى والاقليمية على أن يفسح الفريقان في المجال أمام مرشحين آخرين. الروس بحثوا هذا الأمر مع طهران فعلياً، وحضّوها على بذل جهودها لانتخاب رئيس في أقرب فرصة ممكنة.
روسيا مهتمّة بالملف الرئاسي، كون الرئيس اللبناني الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة، وموسكو تتّهم الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة، بأنّه لا يبذل جهوداً كافية لحماية المسيحيين في الشرق، وأنّه في ظل وجود الجيش الأميركي في العراق هُجِّرت من المسيحيين نسبة عالية جداً وأكثر بكثير ممّا هُجِّر قبل دخولهم. وفي سوريا يتم تهجير المسيحيين، والغرب لا يقوم بأية إجراءات لمنع ذلك، بل يعطيهم سمات الدخول إلى بلدانه وترك بلادهم، وروسيا حريصة على مسيحيي الشرق ومن بينهم لبنان والرئيس بوتين تحدّث حول ذلك خلال لقائه البابا فرنسيس في الفاتيكان أخيراً، في اطار ضرورة الحفاظ على مقوّمات الأقليات لا سيما المسيحيين.
روسيا تباحثت مع إيران في المسألة اللبنانية، وقد وعدت بدراسة الأمر وبذل الجهود. لكن المصادر كشفت أنّ إيران لم تكن مرتاحة للضغوط الروسية في مجال الانتخابات الرئاسية وتحريكها. حتى الآن ليس هناك من بوادر إيجابية أيضاً في ما خصّ ملف العلاقات الخليجية الإيرانية والتي ينعكس توتّرها على هذا الموضوع. إلاّ أنّ المصادر تشير إلى أنّه في السياسة لا شيء مستحيلاً. هناك صفقات بين القوى في السياسة، لكن نضوجها غير واضح بعد زمنياً. إنّما روسيا تجري اتصالات مع كل الأطراف الدولية والاقليمية لإيجاد وسيلة لانتخاب الرئيس. ليس هناك من توقيت معيّن لحل الأزمة الرئاسية لكن الضغط الروسي الجدّي على إيران لتسهيل ذلك قائم. وإذا التقت مصالح الدول الكبرى والاقليمية على حلّ معيّن، فسيتم عندها إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وتعتقد روسيا أنّه كلما استمر الفراغ ساهم ذلك في إيذاء المسيحيين، لذلك يحضّ الروس مختلف الأطراف على التفتيش عن مرشح توافقي، حيث ثبت أنّ الأمر يشكّل مجالاً وحيداً لإنضاج الاستحقاق. ولدى روسيا سياسة واقعية، وهي تدرس التطوّرات والمتغيّرات في كل الدول وفي المنطقة، والجدّية الروسية في الموضوع اللبناني، فاجأت الإيرانيين.
وتفيد مصادر ديبلوماسية أخرى، أنّ الفرنسيين أيضاً يقفون إلى جانب رئيس توافقي، وليس هذا فقط موقف روسيا، إلاّ أنّ الأطراف الداخليين يراهنون على أنّ مَن يدعمهم في الخارج سيربح المعركة اقليمياً لا سيما في سوريا، لكي يفرض الحلّ الذي يريده في ملف الرئاسة. وهذا ينطبق تحديداً على الطرف الذي لا يذهب إلى البرلمان للانتخاب، وهو ينتظر أكثر من غيره نتائج المعركة السورية، والمدى الذي تربط بعض القيادات اللبنانية الاستحقاق بتطورات خارجية، ما يعني أنّ الوضع سيبقى على حاله. ويوجد كذلك دور "حزب الله" في سوريا، ولكنه موضوع آخر، أمّا في عمل المؤسسات والانتخابات، فيمكن للقيادات اللبنانية أن تقرّر خوض الاستحقاق.
فريق 14 آذار يقبل بتسوية عبر اختيار رئيس توافقي، لكن قوى 8 آذار لا تقبل. والانتظار لمعرفة المصير السوري لا ينعكس إيجاباً على هذا الملف، ويجب أن يقرّر الأطراف الداخليون أنّه يكفي انتظاراً لأنّ الأزمة السورية ستبقى عشر سنوات ربّما