الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الضيف الإيراني؟!

الضيف الإيراني؟!

15.01.2014
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
الثلاثاء 14/1/2014
إذا صح خبر، زيارة وزير الخارجية الإيراني لعمان فإننا نعتقد أن هذه الزيارة هي جزء من انفتاح إيران على محيطها الطبيعي، وعلى العالم. وأنها بداية لعلاقات طبيعية بين دولتين تعيشان، في منطقة واحدة. وعلينا بكل صراحة أن ننبه إلى وجود سفير إيراني نشيط في عمّان، وأن تجربتنا في ابتعاث سفراء من طراز رفيع إلى طهران لم تكن ناجحة.. فاثنان منهما بقيا أكثر من سنتين في طهران، ولم ينالا "حظوة" مقابلة أي موظف في قسم الشرق الأوسط بالخارجية الإيرانية!!. واعتذر الاثنان عن اتمام مهمتهما في طهران!!.
.. ما علينا!! البداية الجديدة بداية مباركة مهما تأخرت، وسيجد وزير الخارجية الضيف أبوابنا مفتوحة.. فعلاقاتنا الخارجية ليست مؤدلجة. وما يهمنا هو المصالح المشتركة القائمة على الاحترام المتبادل.. والنديّة.. والقابلة للاستمرار!
لقد قلنا لسعادة السفير الإيراني ونحن في موقع مؤهل: إننا ننظر بكثير من الاهتمام لبعض "مفاتيح الكلام".. ومنها مشروعات كسكك الحديد تمرّ عبر العراق، والاستثمار في مشروعات الطاقة، ولكن على الجانب الإيراني أن لا يتصورّ أنه يمكن القفز عن حقائق علاقات إيران بدول الخليج العربية حين نناقش علاقاتنا الثنائية!!.
لقد ربط الإيرانيون لمدة طويلة موقفهم منا بعلاقاتنا مع العراق أثناء الحرب الطويلة. وهذا كان غير مطلوب: لم يطلبه العراق الذي لم يقطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران طيلة السنوات الثماني المفجعة، ولم نفرض هذه العلاقات شرطاً على إيران!!. ولم يكن من الطبيعي – حتى لو أردنا – ان نقيم مع ايران علاقات على حساب العراق.. وقد اختار بعض العرب هذه الصلة غير الطبيعية، إلى الحد الذي بقيت فيه الإذاعة والتلفزيون السوري تتعامل مع حرب غير موجودة بين العراق وإيران!!.
إذا كان الوزير الإيراني الضيف يحمل جديداً في علاقات أردنية – إيرانية كما كل علاقات الدول بعضها ببعض فلا شيء يمنع.. ولعلنا نكون عنصراً مساعداً لرفع الكثير من الأعباء عن بلد نعتقد أنه جار، وأن نساعد على تنشيط العمل السياسي لرفع البلاء عن اخواننا  السوريين واللبنانيين، فقد اثبت الأردن أنه لن يكون أداة في يد أحد. وأن موقعه لا يمكن أن يكون منصّة لقفز أحد على أحد!!.
نرحب بالضيف الإيراني، إذا صحَّ أنه يزورنا اليوم، وحكومتنا لها آذان تسمع دبيب النملة وقلبها مفتوح للعمل المجدي!!.