الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الطريق إلى "جنيف2" مليئة بالألغام

الطريق إلى "جنيف2" مليئة بالألغام

23.10.2013
فهد الخيطان


الغد الاردنية
الثلاثاء 22/10/2013
تشهد العاصمة البريطانية لندن اليوم اجتماعا استثنائيا لما يعرف بمؤتمر أصدقاء سورية الذي يضم 11 دولة عربية وأجنبية، مع ممثلين عن ائتلاف المعارضة السورية، في محاولة لتوحيد مواقف أطرافه المنقسمة على نفسها حيال المشاركة في مؤتمر "جنيف2"، والمقر في 22 و23 من الشهر المقبل.
مهمة "الأصدقاء" لن تكون سهلة أبدا؛ فبينما أعلنت قيادات بارزة في المعارضة عن نيتها المشاركة، تمسكت أكبر كتل الائتلاف، وهي المجلس الوطني السوري، بقرارها عدم المشاركة. فيما بات معروفا مقاطعة الجماعات المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة، ورفضها المطلق لأي حوار مع النظام السوري.
التوصل إلى تفاهم مع أطراف المعارضة على حضور "جنيف2"، ونسب تمثيل القوى المختلفة، وغيرها من التفاصيل الطويلة، لن يكون سوى خطوة صغيرة على طريق انعقاد المؤتمر؛ ففي ذهن الأطراف الدولية والإقليمية حزمة من التعقيدات في المواقف قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تأجيل موعد انعقاد المؤتمر مرة أخرى.
لكن أيا كانت النتائج في لندن اليوم، فإن الآمال المعقودة على "جنيف2" تتضاءل يوما بعد يوم؛ فقد أضحى انعقاد المؤتمر بحد ذاته هو الهدف أكثر من أي شيء آخر.
في لائحة المواقف الدولية، يبرز التحرك الأميركي جليا وقويا لعقد المؤتمر، باعتباره طريق الحل الوحيد للأزمة في سورية. لكن خلف الكواليس، ثمة شعور لدى المسؤولين في الإدارة الأميركية بأن اجتماع أطراف النزاع على طاولة واحدة قد لا يغير كثيرا في مجرى الأحداث، إلا في حال مشاركة جميع الدول المعنية والمنخرطة في الأزمة السورية.
المؤتمر، وحسب الأجندة المقترحة له، لن يتطرق إلى موضوع تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وإنما يتركز البحث على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة، تتولى قيادة البلاد نحو انتخابات عامة.
النظام السوري لن يمانع بتشكيل مثل هذه الحكومة، ما دام موقع رئيس الجمهورية وصلاحياته غير مطروحين للمساومة في هذه المرحلة؛ لا بل إنه سيعلن فور انعقاد المؤتمر عن موافقته على وقف فوري لإطلاق النار، والسماح برقابة دولية على الانتخابات.
الإشكالية أن المعارضة السورية لا تملك ردا على هذه المقترحات، لأنها، وحسب تقدير أحد الخبراء السوريين، لم تكن تفكر يوما في الجلوس مع نظام الأسد والتفاوض معه على اقتسام السلطة.
والمرجح، حسب محللين، أن تبرز معارضة داخلية في سورية تتعاطى مع اقتراحات النظام. لكن ذلك لن يحل المشكلة، إنما يفاقمها أكثر.
يراهن المراقبون على تفاهم روسي-أميركي يدفع بعجلة "جنيف2" نحو مسار سياسي جدي لحل الأزمة. ملامح مثل هذا التفاهم بدت قوية بعد اتفاق الطرفين حول "الكيماوي السوري"، وهناك من يرى ضرورة توظيف الزخم الدبلوماسي الحاصل لإنجاز تفاهم أكبر حول الأزمة السورية.
بيد أن الأمر ليس بهذه البساطة؛ فهناك أطراف إقليمية لها كلمة حاسمة في الصراع، ويتعين أخذ مواقفها على محمل الجد، كإيران والسعودية. لأنه ومن دون ضمانات إقليمية بالتوقف عن تسليح الأطراف المتصارعة والتصدي للمجموعات المحسوبة على تنظيم القاعدة، فإن مصير أي اتفاق سياسي هو الفشل.
المشكلة في سورية معقدة للغاية؛ فعلى حد تعبير محلل صحفي سوري: نحن أمام صراع مركب، تختلط فيه الثورة الاجتماعية مع الحرب الأهلية، وصراع إقليمي ودولي أيضا تتصادم فيه أجندات متباينة، ولا يُعرف من سينتصر في النهاية.