الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الطيران الإسرائيلي وبراميل الجنرال بشار الأسد ؟

الطيران الإسرائيلي وبراميل الجنرال بشار الأسد ؟

29.06.2014
داود البصري



الشرق القطرية
السبت 28/6/2014
لا حاجة بنا للقول بأن المقارنة بين القدرات العسكرية للجيش الإسرائيلي ولجيوش الصمود والتصدي وحماة الديار فئة (جيش أبو شحاطة) الأسدي، تبدو مستحيلة، نظرا للفارق النوعي والكمي الهائل في القوة، ففي معركة عام 1982 الجوية فوق لبنان أسقط الإسرائيليون مئة طائرة سورية بينما كانت خسائرهم طائرة واحدة سقطت بسبب عطل فني وليس بسبب المواجهة!!، وقد تكررت تلك الفضائح والهزائم السورية المخجلة كثيرا حتى أضحت من الأمور المعتادة رغم المليارات المقتطعة من أفواه السوريين والتي صرفت على ذلك الجيش الذي ليس في عقيدته القتالية حرب الإسرائيليين، بل الدفاع عن النظام من غضبة شعبه!!، وهذا ما يحصل منذ ما يقارب الأربعة أعوام حيث يبدع حماة الديار في ذبح الشعب السوري وإنزال الخراب والدمار في كل سوريا وتحويلها لمقبرة جماعية، فيما يتلاشون ويهربون كالفئران أمام الهجمات الإسرائيلية وهو ما حصل في الهجمة الإسرائيلية الأخيرة على مواقع سورية في الجولان ومصرع عدد من جنود الجيش السوري.
وطبعا خرست أبواق النظام السوري الإعلامية والعسكرية، ولم نسمع ردا أو تهديدا من الملا حسن نصر الله، ولم يصرخ من سردابه مهددا بالويل والثبور، كما لم نسمع أية ردود أفعال مقترنة بأفعال ميدانية ملموسة من الجانب الإيراني الذي يقف اليوم أيضا وهو مغلول الأيادي كما قال المرشد الإيراني علي خامنئي قبل سنوات، فالأيادي الإيرانية لم تزل مغلولة كل الغل ولا ينتظر أبداً أن ترد إيران ولو بمسدس هوائي أو صوتي على الضربات الإسرائيلية الموجهة لحليفها الحبيب الذي لا ينوي أبداً قصف تل أبيب ببراميله المتفجرة القذرة ولا حتى برشقات كلامية، كما أنه ليس على استعداد لإرسال لجان الدفاع الوطني أو فيالق الشبيحة والمرتزقة أو عصائب العراق وفرق الحرس الثوري الإيراني لتأديب الإسرائيليين!! لأن ذلك خط أحمر يعرف النظام السوري معنى تجاوزه!! وهو كما يعلن دائما ليس مستعدا للقتال وفقا للمواعيد الإسرائيلية بل وفقا للمواعيد التي يحددها هو وحده والتي ستكون بكل تأكيد في (المشمش)!! ولكن التطور الأكبر تمثل في دخول الطيران السوري للمعركة القائمة في العراق وتورطه في قصف أهداف مدنية عراقية وفي العمق العراقي وبحجة ضرب أهداف عسكرية للجماعات الإرهابية في العراق، وقد ترافق ذلك مع إقدام نوري المالكي على الانخراط التدريجي في نفس مخطط وأسلوب النظام السوري عبر ضرب المدنيين العراقيين واعتبار المعارضة الشعبية العراقية المتنامية مجرد مجاميع إرهابية لا يتم التعامل معها إلا بالقصف بكل الأسلحة المتوفرة بدءا بالبراميل القذرة وليس انتهاء بأي أسلحة تدميرية من قصف جوي أو حتى أسلحة كيماوية كما فعل ويفعل النظام السوري!.
لقد بات واضحا وحدة المسار والهدف والمعركة وحتى المصير المشترك بين نظامي الأسد والمالكي كما تبين بشكل واضح شكل وطبيعة معركة المصير الواحد التي يخوضها الطرفان ضد شعبيهما والمأزق القاتل الذي أوصلا شعبيهما إليه، ويبدو أن تنشيط غارات الطيران السوري من الجنوب الإسرائيلي وحيث الجولان المحتل إلى الشرق والتوغل في العمق العراقي وضرب المدنيين العراقيين يمثل القمة في حالة اليأس التي يعيشها النظام وهو يسرف في سفك الدماء، فاشيو الشرق يعيشون لحظات التداعي الأخيرة.