الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العار للدول الاوروبية

العار للدول الاوروبية

17.12.2013
رشيد حسن


الدستور
الاثنين 16/12/2013
بهذه العبارة الجارحة وجهت  منظمة العفو الدولية الانتقادات اللاذعة لدول الاتحاد الاوروبي،  لرفضها دخول اللاجئين السوريين لاراضيها، الا باعداد قليلة جدا، بدلا من فتح حدودها لاستقبال هؤلاء المنكوبين، والأخذ بيدهم ومساعدتهم، بل دأبت على ايصال السلاح اليهم.
هذه الانتقادات غير المألوفة من المنظمة المذكورة، جاءت بعد نشر تقاريراعلامية وصحفية حول هول الكارثة التي يتعرض لها اللاجئون المنكوبون، جراء العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة، وادت حتى الان الى وفاة تسعة أطفال، واغراق المخيمات في الدول المضيفة، وتعرضهم لكارثة حقيقية بفعل نقصان الوقود  ومواد الاغائة والبطانيات،  وعدم قدرة هذه المخيمات على مواجهة هذه العاصفة، التي اقتلعت الكثير من الخيم، حتى فضل بعضهم الموت على هذه الحياة الكئيبة، وهذا العذاب المقيم الذي حل بهم.
الدول الاوروبية التي أشبعتنا كلاما جميلا ومثاليات وتنديدات بالدول التي لا تحترم حقوق الانسان، هي أول من تنكر لهذه الحقوق، فلم تستقبل أكثر من “12” ألف لاجئ من بين مليونين وثلاثمائة لاجئ عبروا الحدود فارين من الموت طلبا للحياة، وقفد توزع هؤلاء على عشر دول فقط،  اذ رفضت “18” دولة  من بينها بريطانيا وايطاليا  استقبال هؤلاء اللاجئين، واستقبلت المانيا الف لاجئ  واسبانيا 35، وفرنسا 500 لاجئ...الخ.
لقد  كشفت مأساة أشقائنا اللاجئين السوريين نفاق المجتمع الدولي، وهو نفاق ليس جديدا، بل نفاق قديم  يقوم على التواطئ مع العدو الصهيوني والكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي يدعون فيه انهم مع حماية حقوق الانسان، يرفضون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحياة.. وحقه في اقامة دولته المستقلة وحقه في تقرير المصير،، ويرفضون ادانة الاحتلال، وادانة جرائمه العنصرية، وحصاره لقطاع غزة، والاساليب  اللانسانية النازية التي يتعامل بها مع النساء والاطفال حينما يقوم باعتقالهم وتعذيبهم، ضاربا عرض الحائط بكافة القوانين والاعراف الدولية.
وعود على بدء..
لقد أثبتت  الحقائق والوقائع أن الدول الاوروبية ليست معنية بحقوق الانسان، وانما معنية بمصالحها، فلو كانت صادقة  فيما تدعي لقامت بمساعدة  اللاجئين السوريين، والأخذ بيدهم، وتوفير الحياة الكريمة لهم، ولكنها رفضت أن تفتح الحدود، واكتفت بترديد الشعارات الفارغة التي تنم عن نفاقها، وعدم مصداقيتها، وقد وظفت هذه الشعارات النبيلة لخدمة اهدافها غير النبيلة.
وبشيء من التفصيل، لم تكتف هذه الدول بعدم استقبال اللاجئين السوريين، بل لم تف بتعهداتها بارسال المساعدات العاجلة  للدول المضيقة للاجئين وبخاصة للاردن، ولم ترق لمستوى الواجب الانساني كما تعهدت سابقا، وبقيت مساعداتها متواضعة، ما أثقل كاهل الاردن  قتصاديا، وقد بلغت كلفة ايواء ومساعدة اللاجئين حوالي مليارين وثلاثمائة مليون دولار،  وستصل الارقام الى أكثر من ثلاثة مليارات دولار في ظل تدفق اللاجئين.
باختصار ... وضعت منظمة العفو الدولية  يدها على الجرح، ووصفت الدول الاوروبية بما تستحق، فهي دول منافقة، ليست صادقة، تكيل بمكيالين وفقا لمصالحها ... فلها العار والشنار أبد الدهر، لأنها خذلت أحوج الناس للمساعدة ... أشقاؤنا اللاجئون السوريون.