الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العبث السوري وتراخي الأمم المتحدة

العبث السوري وتراخي الأمم المتحدة

28.04.2013
الوطن السعودية


الوطن السعودية
الاحد 28/4/2013
حين يقترح النظام السوري إرسال فريق من الخبراء الروس للتحقيق حول استخدامه أسلحة كيماوية ضد الشعب فذلك عبث، لأن روسيا سبق واتهمت المعارضة وبرأت النظام فور الحديث عن استخدام تلك الأسلحة منذ مدة، وبالتالي لن تخرج نتيجة تحقيق الخبراء الروس عن تصريحات مسؤوليهم الذين حموا النظام السوري وزودوه بالأسلحة المدمرة للإبقاء عليه.
وحين يصرح وزير إعلام ذلك النظام أول من أمس في حديث تلفزيوني أن "الحكومة السورية حتى في حال امتلاكها للسلاح الكيميائي لا يمكن أن تلجأ إليه وتستعمله، ولم ولن تستخدمه على الإطلاق"، ويضيف أن مثل ذلك القرار ليس قرارا سياسيا بقدر ما هو قرار أخلاقي وشرعي وإسلامي ومسيحي. فذلك عبث أيضا لأن العالم كله رأى المشاهد والممارسات غير الأخلاقية المرفوضة دينيا وإنسانيا من قتل وتعذيب وتنكيل وذبح بالسكاكين من جيش النظام والموالين له ضد المتظاهرين والمعارضين وضد المواطنين في بيوتهم على امتداد الدولة، فإن كان النظام السوري يبيح لنفسه كل ذلك وتظهر أخلاقياته عند الأسلحة الكيميائية، فهذا لعب بكل الأعراف البشرية واستهتار بالأمم المتحدة التي أرسلت فريقا من الخبراء للتحقيق بدأ أعماله لكن من خارج الدولة وليس من داخلها لأن النظام السوري لم يقبل به.
فإن كان النظام واثقا من نفسه لهذه الدرجة وفق تصريحات وزير إعلامه فلماذا إذاً يصر على أن تقوم دولة مساندة له – باتت برأي الكثير طرفا في المشكلة - بالتحقيق وليس خبراء من دول محايدة ليست طرفا كما هي روسيا؟
ومنظمة الأمم المتحدة إذ تقف عاجزة عن الضغط لدخول فريقها المكلف بالتحقيق إلى سورية إنما تفصح بذلك عن عجزها في مواجهة ما يقوم به النظام السوري، فمن غير المقبول أبدا أن تصدر قرارات التحقيق من قبل أعلى هيئة دولية في العالم ولا تستطيع البدء بتنفيذها لأن نظاما موجودا يستهتر بقراراتها تلك، ويريد أن يسيرها وفق هواه ويريد لتقارير الخبراء أن تكتب كما يأمل.
على الأمم المتحدة التي فقدت الكثير من حضورها ومصداقيتها في الأزمة السورية أن تستعيد مكانتها وتجد صيغة ما بطريقة ما لتوقف عبث النظام السوري الذي يغرقه بلده بالدم أكثر وهو يراها عاجزة عن التأثير عليه.