الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العدوان الإسرائيلي على دمشق يؤشر على مأزق الأمة

العدوان الإسرائيلي على دمشق يؤشر على مأزق الأمة

06.05.2013
رأي الدستور

الدستور
الاثنين 6/5/2013
يأتي العدوان الإسرائيلي على دمشق وضرب عدة مواقع علمية وعسكرية في ضواحيها ليؤكد على عمق الأزمة التي وصلت اليها الأمة، وعمق الخلافات التي تعصف بها، وقبل ذلك وبعده على وصول الأزمة السورية الى مرحلة الاستعصاء بعد فشل الحلول العسكرية، وفتح الباب على مصراعيه للتدخلات الأجنبية، ودخول عصابات المتطرفين لتمارس حقدها وجرائمها.
إن الطرفين - المعارضة والنظام- مسؤولان عما وصلت اليه الأوضاع في القطر الشقيق، وان كان النظام يتحمل الوزر الأكبر، لأنه لم يلتقط اللحظة التاريخية الحاسمة، وبقي مستهتراً بالمعارضة رافضاً الأخذ بالتحولات التاريخية، رافضاً الاتعاظ والاعتبار بدروس الدول الشقيقة، ونعني تونس ومصر واليمن وليبيا، وبقي راكباً رأسه مصراً على تجاهل حق الشعب العربي السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة، احتكاماً لصناديق الاقتراع، والأخذ بالتعددية الحقيقية بعد أن سقطت الدول الشمولية بسقوط حائط برلين 1989، والذي كان إيذاناً بانتهاء حقبة الانظمة الشمولية والحزب الواحد في التاريخ، وانطلاق الموجة الثالثة من موجات الديمقراطية في العالم، لتصل بعدها الى العالم العربي.
لم يتعظ النظام السوري من الأحداث، واعتبر نفسه عصياً على المتغيرات والمستجدات، وهو ما دفعه للانحياز للحلول العسكرية والأمنية، على غرار النظام الليبي، وهو ايضاً ما أوقع المعارضة في كمين “العسكرة” وحمل السلاح، وتسبب باندلاع الحرب الأهلية القذرة والتي تأخذ المنحى الطائفي في أحيان كثيرة، وهو ما فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الدولية بعد أن اصبحت الساحة السورية ميداناً للحرب الباردة بين روسيا واصدقائها وأميركاً وحلفائها، وميداناً للصراع بين مصالح الدول الاقليمية.
ومن هنا فقد وجد العدو الصهيوني الفرصة المناسبة لتدمير منظومة الصواريخ السورية، وحرمان الشعب الشقيق من قوة حقيقية تثير مخاوفه، وقادرة على تهديده، والوصول الى المواقع والمنشآت الاستراتيجية، وهو ما يتحمل مسؤولية النظام والمعارضة معا.
مجمل القول: إن العدوان الصهيوني على سوريا الشقيقة، يفرض على الطرفين -المعارضة والنظام- العودة الى طاولة المفاوضات، وصولاً الى حل سياسي قادر على انقاذ القطر الشقيق -أرضاً وشعباً- من خلال وقف سفك الدماء، وتشكيل حكومة انتقالية، قادرة على ادارة البلاد واجراء انتخابات نيابية ورئاسية تؤدي الى اقامة سوريا الحديثة لطي صفحة الماضي المؤلمة والمرة.