الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العراق وسوريا.. عام دموي

العراق وسوريا.. عام دموي

04.01.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
السبت 3-1-2015
حمل العام 2014 مزيدا من المعاناة والآلام للشعبين العراقي والسوري، فقد كشفت الإحصائيات التي أعلنتها الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية أن العام المنصرم كان أكثر الأعوام دموية بالنسبة للشعبين، فقد سجلت الإحصائيات في سوريا ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 76 ألف قتيل، وفي العراق إلى ما يفوق 15 ألف شخص بحسب الحكومة العراقية نفسها، ولم تتوقف المعاناة في البلدين عند هذا الحد، حيث استمرت عمليات تشريد الشعبين جراء أعمال العنف والقمع، فقد ازدادت موجات اللجوء إلى دول الجوار وشهد العالم فرار مئات الآلاف من الأكراد في سوريا والأيزيديين في العراق باتجاه تركيا، فضلا عن عمليات النزوح داخليا إلى معسكرات الإيواء ليصبح أسوأ حالة إنسانية يشهدها العالم، إن الأوضاع التي يشهدها العراق حاليا، ليست وليدة اليوم، بل هي نتاج لتداعيات الاحتلال الأمريكي للعراق منذ عام 2003، حيث أشعل الاحتلال نيران الطائفية، بعد أن أنتج عملية سياسية شائهة أغرقت فيها البلاد في أتون حرب طائفية ومذهبية راح ضحيتها مئات الآلاف، وانتهى الاحتلال الأمريكي إلى تسليم العراق إلى حكومة غارقة في الطائفية وجيش يفتقر إلى الروح الوطنية ما أدى إلى انهياره عند أول اختبار جدي، أما سوريا، فقد ظل شعبها يعاني الأمرين ويتعرض لأبشع أنواع القمع والمجازر منذ 2011، من قبل نظام بشار الأسد الوحشي الذي ارتكب من الجرائم ضد شعبه ما يندى له جبين الإنسانية، حيث استخدم كل أنواع الأسلحة بما فيها البراميل المتفجرة والصواريخ البالستية والأسلحة الكيماوية ضد الشعب في ظل تواطؤ فاضح من قبل المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، لقد أدى ظهور وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ليحتل أجزاء واسعة من الأراضي السورية والعراقية، إلى كشف الوجه الانتهازي القبيح للسياسة الغربية في المنطقة، حيث سارعت واشنطن لتشكيل تحالف دولي، ليس لحماية الشعبين السوري والعراقي، وإنما لحماية مصالحها تحت شعار محاربة الإرهاب، وهو الشعار الذي عانت منه الأمة العربية والإسلامية منذ إطلاقه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، إن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك فورا لوضع حل سريع للأوضاع الكارثية في سوريا والعراق، بما يلبي تطلعات الشعبين في حياة حرة وكريمة.