الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العراق وسوريا والبيان رقم واحد

العراق وسوريا والبيان رقم واحد

08.01.2014
عبد اللطيف الملحم


عكاظ
الثلاثاء 7/1/2014
ما يجري في بعض دول العالم العربي، شيء لم يتوقعه حتى أكثر المحللين السياسيين المتشائمين.
قتل وتدمير، لا يعرف إلا الله -سبحانه وتعالى- متى سيتوقف. ولنأخذ العراق وسوريا كمثال، لأن أكثر القتل والتدمير الذي يحصل في الوقت الحالي يحدث فيما كان يسمى الهلال الخصيب. فمنذ القدم كانت المنطقة التي تشمل العراق وسوريا من أكثر المناطق في العالم خصوبة وأكثرها رخاء، فبدلا من التعايش السلمي بين أفراد مجتمعه، نرى وبصورة مستمرة التناحر بين أبناء البلد الواحد، وكثيرا ما نسمع عن
 في مدينة نيويورك والتي هي من أقدم المدن الأمريكية، كان هناك حي اسمه (ليتل سيريا) أي (سوريا الصغيرة)، بسبب تواجد الكثير من المهاجرين السوريين، الذين كان لهم دور كبير في نشر ثقافة الشرق والتأثير على ثقافة الغرب
اتفاقية (سايكس وبيكو)، والتي أصبحت شماعة كل فشل في تلك المناطق، هذا طبعا إذا سلمنا بصحة ما فيها، خاصة أن هذه القصة مضى عليها زمن طويل، ففي ذلك الوقت كانت العراق وسوريا تنعمان بازدهار ونهضة كبيرة علمية وثقافية، لا تزال بصماتها واضحة حتى على الحضارة الأمريكية. ففي مدينة نيويورك والتي هي من أقدم المدن الأمريكية، كان هناك حي اسمه (ليتل سيريا) أي (سوريا الصغيرة)، بسبب تواجد الكثير من المهاجرين السوريين الذين كان لهم دور كبير في نشر ثقافة الشرق، والتأثير على ثقافة الغرب. ومن خلال العقود الماضية كانت العراق وسوريا مؤهلتين لأن تكونا من أكثر الدول تقدما، فوقت خروج الاستعمار البريطاني والفرنسي من كل من العراق وسوريا، كانت لدى تلك الدول بنية تعتبر متطورة، مقارنة بدول الجوار أو حتى مع دول بعيدة، مثل كوريا الجنوبية، والتي كانت في حرب مدمرة إلى الخمسينيات الميلادية، والتي انتهت  بدمار شامل لجميع المدن الكورية الجنوبية.
 ولكن في ذلك الوقت، كانت العراق متقدمة على كوريا بمراحل، سواء في التعليم أو الصناعة البترولية أو البنية التحتية. وأما سوريا فقد كانت لديها بيئة زراعية كان من الممكن أن تكون من أغنى دول العالم؛ بسبب الثروة الزراعية. ولكن وللأسف الشديد بدأت سوريا والعراق مسلسل ما يسمى بالبيان رقم واحد، وأصبحت الانقلابات العسكرية هي السمة البارزة في حكومات تلك الدول. وقدمت الشعارات الرنانة بدلا من التنمية، وأصبحت العراق وسوريا تعاديان جيرانهما. فالعراق تحت حكم الدكتاتور عبدالكريم قاسم حاول احتلال دولة الكويت بالقوة، وأكمل صدام حسين خطة الاحتلال بدلا من ترميم بلده بعد الحرب العراقية- الإيرانية. وسوريا منذ عقود حاولت التعدي على جارتها الأردنية، وعندما فشلت بدأت بالنخر في الجسد اللبناني بدلا من تطوير حقول القطن السورية، والتي تعتبر من الأفضل في العالم، ولكنه البيان العراقي- السوري رقم واحد.