الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العراق وسوريا والتأثير المتبادل

العراق وسوريا والتأثير المتبادل

07.10.2013
صحيفة «غارديان» البريطانية


البيان
الاحد 6/10/2013
يعتقد بعض المراقبين أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد تبنى موقفاً أكثر ليناً مما ينبغي حيال الرئيس السوري بشار الأسد، ولم يتردد بعضهم في وصفه بالضعف والتخاذل، وذهب فريق آخر إلى أن المجتمع الدولي ينبغي أن يبادر بدعم المعارضة السورية بالسلاح.
والمشكلة هي أن المعارضة السورية نفسها قد أصبحت منقسمة، فالجماعات المتشددة اقتحمت المدن على امتداد شمال وشرقي سوريا، واندلعت اشتباكات عنيفة بينها وبين ألوية الجيش الحر خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ولا يتوقف تمزق المعارضة السورية عند ذلك الحد، فهناك ألوية كانت تعتبر حتى وقت قريب صميم القوة القتالية، وانفصلت عن التحالف المعارض الذي يحظى بتأييد الغرب، غير أن هذه الألوية واصلت قبول الأسلحة من المجلس العسكري السوري الأعلى، وإذا توقفت عن ذلك ستكون قد انفصلت حقاً، ولكنها ليس لديها خيار آخر. غير أن 13 لواءً منها شكلت تحالفاً جديداً يستبعد جبهة النصرة، وهي الجماعة الأقوى في سوريا والمرتبطة بتنظيم القاعدة.
ومع تردي الحرب الأهلية إلى صراع متعدد الأطراف، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن لما حدث في الأنبار بالعراق عام 2007 أن يتكرر في سوريا عام 2013؟ هل يمكن لنموذج قادة القبائل السنية في العراق الذين ساعدوا في طرد القاعدة في حركة عرفت باسم الصحوة، أن يستخدموا كنموذج للشيء نفسه في شمال سوريا؟ إن التشابه موجود، ولكنه لا يزال بعيداً عن أن يكون نموذجاً طبق الأصل.
بداية، لقد فعل رئيس الوزراء العراقي نور المالكي الكثير لكبح جماح الصحوة التي لم يثق بها أبداً، وعندما توقف الأميركيون عن دفع رواتب لمجموعات الصحوة في الأنبار، كان من المفترض أن يتم استيعابهم في القوات العراقية التي يسيطر عليها المالكي.
ولكن هذا لم يتم بصورة كاملة قط. ويرى بعض المحللين أن ما حدث في الأنبار 2006، يحدث الآن بانفجارات عشوائية ويمكن أن يتكرر في حلب، وفي هذه المرة فإن مسرح عمليات إحدى الحروب يمكن أن يغذي مسرح عمليات حرب أخرى.
والفارق الثاني هو أنه إذا ثارت ميليشيات فإن دولة قومية يتعين عليها التدخل لدعمها، والفرصة متضائلة بشكل كبير لقيام الأميركيين بذلك، فيما الرئيس أوباما يبحث عن صفقة أكبر مع إيران. وقد أثار ذلك احتمال التخلي عن سوريا في هذا الإطار، ولا يزال على المعارضة السورية أن تتعايش مع احتمال أن ينتهي بها الأمر في مشهد طائفي كالعراق أو لبنان.. وسينقضي وقت طويل قبل أن تشعر سوريا بأنها بلد محرر.