اخر تحديث
الثلاثاء-30/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ العروبة والإسلام والطائفية
العروبة والإسلام والطائفية
23.12.2013
د. محمد أحمد الزعبي
من المعروف نظرياً وعملياً ومنهجياً ، أن النقيض عادة مايتحدد بالنقيض ، فالصدق مثلاً يعرف بأنه نقيض الكذب ، والحق نقيض الباطل ، والعدل نقيض الظلم ، والديكتاتورية نقيض الديموقراطية ، ...الخ . ومن هذا المنطلق المنهجي ، يمكن للمرء أن يستنتج منطقياً ، أن الانتماء الوطني و/أوالقومي و/ أوالديني و/أوالانساني ، هي النقيض (ذاتياً وموضوعياً) لكافة الانتماءات الأصغر الماقبل الدينية والماقبل القومية ، والماقبل إنسا نية ، وبالذات الانتمائين القبلي / العشائري والجهوي ، وبالتالي ، فإن استمرار الانتماءات الصغيرة ، لابد وأن يكون وبالضرورة على حساب الانتماءات الكبيرة ، مهما ادعى أصحابها غير ذلك .
هذا ولابد من الإشارة إلى التداخل والتشابك بين الانتماءات الكبيرة من جهة ، وبينها وبين الانتماءات الصغيرة من جهة أخرى . ففي سوريا على سبيل المثال لا الحصر، يتداخل الانتماء القومي العربي مع الانتماء الديني المسيحي ، ويتداخل الانتماء الديني الاسلامي مع الانتماء القومي الكردي ، ويتداخل الانتماء الديني الكبير مع الانتماءات الطائفية الصغيرة في كل من الديانتين السماويتين الإسلامية والمسيحية . لقد نجم عن هذه الشبكة المعقدة من التداخلات الاجتماعية ، إشكالية سياسية تداخلت فيها الانتماءات الكبيرة مع الانتماءات الصغيرة ، ألا وهي إشكالية " الأكثرية والأقلية " ، والتي انعكست على الحياة السياسية والصراع السياسي في سورية ، كما نراها بأم أعيننا منذ 1963 بصورة عامة ، ومنذ اندلاع ثوة آذار 2011 بصورة خاصة . إن إشكالية الأقلية والأكثرية ، طرحت على الوعي السياسي القومي والديني والوطني مسألة / مفهوم " المواطنة " ، بوصفه مفهوم جامع يلتقي على صعيده كل من التاريخ والجغرافيا والقومية والدين ، جملة وتفصيلاً ( بالجملة وبالمفرق ) . والسؤال أو التساؤل الذي يطرح نفسه هنا ، وبصورة مشروعة هو : في طاحونة من يصب عادة مفهوم المواطنة ، أفي صالح الأكثرية أم الأقلية ، أم الطرفين ؟ . إنه يصب - من وجهة نظرنا - في صالح الطرفين ، ذلك أن كلاً من سلبياته وإيجابياته ( مفهوم المواطنة ) إنما يتوزعان بصورة عادلة بين الأقلية والأكثرية ، وهو ما يتعارض مع مصلحة الفئة الحاكمة ، ولاسيما إذا كان وصولها إلى السلطة عن غير طريق صندوق الاقتراع ، ذلك أنها من خلال هذه السلطة ، تستحوذ على الأرباح ، وتترك لغيرها الخسائر ، ولعل هذا هو السبب وراء تمسك عائلة الأسد وعساكرها وشبيحتها بالسلطة منذ ما يقارب نصف القرن.
إن ما نرغب أن نؤكد عليه في هذه المقالة المختصرة ، هو : 1) إن طائفية الأقليات في سورية هي إلى حد كبير صناعة خارجية ، 2) وإن طائفية الأكثرية في سورية ( العرب السنة ) هي من صنع طائفية بعض الأقليات ولاسيما الأقلية الحاكمة ، 3) إن كسر هذه الحلقة المفرغة والخروج من شرنقتها ، يقتضي من الأقليات عامة ، ومن الأقلية العلوية خاصة ,ان يعرفوا أن سورية هي وطنهم ، وأن القومية العربية هي أمهم ، وأن العرب المسلمون السنة هم اخوتهم في المواطنة ، وأن النظام الفاشي والديكتاتوري الحاكم في دمشق ( بشار ومرتزقته ) هو عدو كل المواطنين الشرفاء سواء أكانوا من الأكثرية أم من الأقلية