الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العمل العسكري الأميركي غير المباشر... ممكن

العمل العسكري الأميركي غير المباشر... ممكن

25.05.2013
سركيس نعوم


سركيس نعوم
النهار
السبت 25/5/2013
علّق المسؤول المهم في مركز ابحاث آخر جدّي في واشنطن على اعتراضي على اعتبار النظام المصري الذي انهار وأنظمة عربية اخرى علمانية، قال: "معك حق. إنها ليست علمانية، بل أقل إسلامية. أو أنها مسلمة". قلتُ: والإسلام في رأيي غير علماني أو بالأحرى ضد العلمانية. أما ملاحظتي الثانية فهي أن "الإخوان المسلمين" لا يعرفون ما هي الديموقراطية. هي ليست انتخابات فقط. وليست أكثرية تحكم فقط أو بالاحرى تتحكم بالناس. هي أكثرية تطبّق في الحكم مشروعاتها السياسية ولكن تعامل المواطنين بمساواة كاملة في الحقوق والواجبات ولا تميِّز بينهم. وهي ليست معبراً لحكم ديكتاتوري جديد. وفي رأيي ان المعارضة المصرية ليست ديموقراطية أيضاً. فغالبيتها أو بالأحرى مؤسسي غالبيتها كانوا شركاء سواء من موقع الموالاة أو المعارضة في الأنظمة الديكتاتورية التي حكمت مصر نحو 61 سنة. علّق: "معك حق على وجه العموم. لكن الناصريين الشباب وهم 35 في المئة أو أكثر ديموقراطيون وكذلك الدكتور عمرو حمزاوي". رددتُ: معك حق. لكن الشباب الديموقراطيين الذين أطلقوا الثورة المصرية غير منظمين.
ثم تحدثنا عن الأقباط فأثار المسؤول البحثي المهم نفسه ما تعرضوا له أيام مبارك. واثرتُ أنا ما تعرضوا له أيام السادات وقلتُ إن إبعادهم عن المشاركة في القرار الوطني داخل بلادهم مصر بدأ مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهذا الواقع لا يقلل احترامي لإنجازاته الداخلية طوال حكمه والمتعلقة بتحسين أوضاع الفقراء بل المعدمين وذوي الدخل المحدود. ان الاقباط مشكلة حقيقية إذ طمس المسؤولون على تنوعهم في مصر ومدى عقود حقيقة عددهم والرقم الذي كانوا يعطونه كان أقل كثيراً من عددهم الفعلي. طبعاً لا يمكن حصول حرب مذهبية إسلامية في مصر. ولكن مَن يضمن عدم حصول حرب طائفية (مسيحية – إسلامية) أو مناوشات قد تتطور إلى حرب؟ علّق: "على كل لن يهاجر الأقباط المصريون كلهم. إلا أن كل من يمتلك القدرة على الهجرة او من تُفتَح له ابوابها سيُقدم عليها. أما "الإخوان" المصريون فانني أقول في ختام حديثي عنهم إنهم اغروا أميركا بعدم إلغاء السلام مع إسرائيل وبمحاربة الإرهاب، وبالعمل مع الفلسطينيين وخصوصاً "حماس" للتهدئة وذلك كي تقبلهم حكاماً لمصر وتتعاون معهم".
ماذا عن لبنان؟ سألَ. أجبتُ: قد يكون على شفير حرب أهلية يدفع إليها نظام الاسد من جهة والجهات الإسلامية السنّية المتطرفة المعادية له. غير أن "حزب الله" حتى الآن يحاول تفاديها، ولكن إلى متى؟ خصوصاً إنه لم يتخلَّ ولن يتخلى عن أجندته ومشروعه الذي وضعته إيران وهي تقود عملية تنفيذه. قال: "هناك مناقشة هنا في واشنطن حول ما إذا كان لا يزال ممكناً العمل أو إذا كان لا يزال ضرورياً وواجباً العمل الى نهاية قريبة للمحنة السورية وذلك تلافياً لوقوع حرب أهلية أو تقسيم أو لاحقاً "حرب تحرير" تؤدي الى محاولة إبادة للأقليات". علّقتُ: النهاية القريبة للمحنة السورية فات وقتها (Too late)، إلاّ إذا قامت اميركا بعمل عسكري مباشر أو رعت عملاً عسكرياً اقليمياً مباشراً. لكن الرئيس أوباما قرَّر أن لا عسكر اميركيين على أرض سوريا. ردّ: "هذا لا يعني عدم تنفيذ أمور أخرى. فالعمل العسكري يمكن ان يكون إرسال مجموعات من أجل حماية مراكز أو مناطق الأسلحة الكيميائية أو تحييدها". سألتُ: مجموعات قليلة وصغيرة؟" أجاب: كلا. نحو عشرة آلاف جندي". علّقتُ: عال، لكن هؤلاء سيكونون من حلف شمال الاطلسي، على رغم أن أميركا هي عموده الفقري وأنه لا يتدخل من دون موافقتها بل مشاركتها في القرار. تابع: "هناك أمر آخر هو فرض حظر طيران فوق منطقة في سوريا يتم تحديدها. وهناك إرسال أسلحة وأموال. وفي أي حال هناك عمليات عسكرية سرية أو متخفية. ومعروف أن الرئيس أوباما يحب هذا النوع من العمليات. في عهده تم استعمال الطائرات من دون طيار بكثرة، والبعض يقول بإفراط، وتم قتل أسامة بن لادن مؤسس "تنظيم القاعدة"، وغير ذلك". "علّقتُ: ما تقوله صحيح. ولكن من المهم الإعتراف بأن تردد اميركا ستة اشهر بعد اندلاع الثورة قبل أن تدعو الى تنحِّي الأسد فرض على الثوار قبول كل اشكال المساعدة وإن من متشددين أو إرهابيين كما صنَّفوهم مثل "جبهة النصرة". ومن المهم ايضاً الإشارة الى أن "إخوان" سوريا كانوا ولا يزالون جزءاً من النسيج الشعبي السوري مثل الليبراليين والديموقراطيين على قلتهم و"العروبيين". والمهم أخيراً عدم ترك المتشددين يصبحون قوة الجذب الوحيدة لشعب سوريا الثائر.
بماذا علّق؟