الرئيسة \  واحة اللقاء  \  العودة إلى الأساس في سوريا

العودة إلى الأساس في سوريا

17.09.2013
رأي البيان



الاثنين 16/9/2013
يمكن اعتبار اتفاق وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف اختراقاً في الملف السوري، خاصة على صعيد شق استخدام السلاح الكيماوي ومخاطره. ويمكن أيضاً اعتبار ذلك الاتفاق مساهمة لحل سياسي مفترض في سوريا وواجب، لكنه مؤجل حتى إشعار آخر.
ولكن الأساس على أية حال، هو الوضع المزري الذي يعاني منه ملايين السوريين في الداخل والخارج، واستمرار آلة القتل التقليدية هذه المرة، وليس بأسلحة الدمار الشامل.
من المهم عدم اختزال المأساة السورية في الكيماوي، وما حصل من مجزرة مروعة في غوطة دمشق في 21 أغسطس الماضي. فالمصاب الجلل أتى نتيجة للتراخي الدولي وعدم التدخل الكافي، بحيث وصلت الأمور إلى الدرجة التي بات معها استخدام مثل ذلك السلاح أمراً لا يستوجب رد فعل قوياً.
ما يأمله العالم اليوم هو أن يمهد ما حصل في جنيف إلى حل جذري وفعال ونهائي للقضية السورية، بشكل يضمن ويحقق رغبات ومطالب الشعب، ويعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا، لا أن تدخل الأزمة في دوامة جديدة لا تنتهي، تتمثل في فرق التقصي الأممية، وما يجوز لها أن تفتش عنه وما لا يجوز، والجداول الزمنية المرحّلة من موعدٍ إلى آخر.
إذاً، لا بد في نهاية المطاف أن تعود المحادثات وتتمحور حول صلب المشكلة، وهو التغيير الضروري في سوريا، وليس ترسانة النظام الكيماوية. وعليه، يتحتم البحث عن مخارج، بعد طي صفحة الجدل بشأن الكيماوي، وآلية شبيهة بما حصل في جنيف قبل يومين، إنما سياسياً هذه المرة، تفضي إلى انتقال السلطة وتحقيق رغبات السوريين.
فمثل تلك الآلية ستعني بلا شك أن لا مناص للهروب من الحل السياسي، ولا مجال للمماطلة، التي ما فتئت تفرض نفسها على مختلف المواقف، بينما ينزف الدم السوري بلا توقف منذ 30 شهراً.