الرئيسة \  تقارير  \  الغارديان: هل سينجح العالم في إيجاد بدائل عن الطاقة الروسية؟ هذه أبرز الدول المرشحة

الغارديان: هل سينجح العالم في إيجاد بدائل عن الطاقة الروسية؟ هذه أبرز الدول المرشحة

21.03.2022
الجزيرة


الجزيرة                
الاحد 20/3/2022
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية نقلا عن تقرير لوكالة الطاقة الدولية أن البدائل الممكنة لتعويض النفط الروسي تبقى محدودة، وأن الخيارات المتاحة لأي اقتصاد يسعى لاستبدال الخام الروسي ومنتجات النفط الأخرى ستظل غير مطمئنة على المدى المتوسط.
وتوقع التقرير أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى نحو 100 مليون برميل يوميا هذا العام، وهو أقل مما كان متوقعا في السابق بسبب صدمة النمو العالمي الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
وتنتج روسيا نحو 10 ملايين برميل يوميا وتصدّر نحو نصفها، بالإضافة إلى نحو 3 ملايين برميل يوميا من المنتجات النفطية.
ورجّحت وكالة الطاقة الدولية أن تفقد روسيا ما لا يقل عن 1.5 مليون برميل يوميا من النفط، ومليون برميل يوميا من المنتجات النفطية، بدءا من أبريل/نيسان المقبل حتى نهاية العام، حيث يرفض المشترون الإمدادات طواعية أو يفعلون ذلك لتجنب العقوبات.
وقالت خبيرة النفط الخام العالمية صوفي أودوباشينو “لا يمكن لدولة واحدة سد الفراغ الذي ستتركه روسيا في السوق في حالة فرض حظر عالمي”.
وبذلك يبقى السؤال معلقا: كيف يمكن للعالم أن يحصل على 5 ملايين برميل إضافي من النفط يوميا لسد الفراغ الذي قد تتركه روسيا؟
السعودية والإمارات
لا شك أن دول الخليج قد تكون المورد الجديد لسد هذا العجز. فالمملكة العربية السعودية مع احتياطي قدره مليونا برميل يوميا، والإمارات العربية المتحدة بـ1.1 مليون برميل يوميا، هما المنتجان الرئيسيان الوحيدان للنفط اللذان يمتلكان طاقة احتياطية فورية لتعويض النقص. لكن كما لاحظت وكالة الطاقة الدولية “لم يُظهرا حتى الآن أي استعداد للاستفادة من الاحتياطيات”.
فكلاهما عضو في (أوبكالاحد 20/3/2022) وهي مجموعة الدول المنتجة للنفط التي تجتمع مرة أخرى في 31 مارس/آذار المقبل لاتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج.
واتفق أعضاء أوبك على زيادة الإنتاج بمقدار متواضع  بلغ 400 ألف برميل يوميا في وقت سابق من هذا الشهر، رغم المعرفة الكاملة بالوضع في أوكرانيا.
وقال المحلل في ساكسو بنك (أولي هانسن) إن زيادة الطاقة السعودية/الإماراتية بما في ذلك طاقتهما الفائضة “من المحتمل أن تؤدي إلى زوال تعاون “أوبكالاحد 20/3/2022” مما يجعل هذه الخطوة غير مرجَّحة.
إيران
وذهبت الوكالة في تقريرها إلى أن إيران لديها طاقة احتياطية تقدّر بنحو 1.2 مليون برميل يوميا، لكن هناك بعض المحاذير المرتبطة برفع العقوبات المفروضة على طهران من قبل الدول الغربية بشأن برنامجها النووي.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يستغرق الأمر 6 أشهر قبل الحصول على مليون برميل يوميا من إيران.
وتمتلك إيران 100 مليون برميل في مخازن عائمة يمكن الوصول إليها بسرعة، لكن الأمر سيستغرق شهورا لتغذية سلسلة التوريد العالمية.
فنزويلا
مثلها مثل إيران، لا تزال فنزويلا خاضعة للعقوبات الأمريكية التي يجب رفعها حتى يزداد إنتاجها.
وأوضح تقريرالوكالة أن العودة إلى إنتاج إيران عام 2015  يعني توفير 1.8 مليون برميل يوميا، لكن ذلك سينتقل بشكل تدريجي.
وقال هانسن “سيكون التأثير الأوّلي لبضع مئات الآلاف من البراميل مع استمرار التعافي الذي من المحتمل أن يستغرق سنوات ومليارات الدولارات من الاستثمارات الجديدة”.
 النفط الصخري الأمريكي
أوضحت خبيرة النفط الخام العالمية صوفي أودوباشينو أن هناك فرصة ضئيلة لتسريع الاستفادة من النفط الصخري الأمريكي، حيث “ارتفعت صادرات الولايات المتحدة عام 2021، وبلغت ذروتها في ديسمبر/كانون الأول عند 3.45 مليون برميل يوميا، عندما لا تتعرض للتهديد من الأعاصير أو انقطاع التيار الكهربائي”.
واتفق المحلل في ساكسو بنك (أولي هانسن) مع ما ذهبت إليه صوفي، قائلا إنه يمكن إضافة نصف مليون برميل يوميا إذا عاد إنتاج النفط الصخري الأمريكي إلى ذروته عام 2019 ، لكن هذا سيتأثر بالنقص المستمر في الرمال وسائقي الشاحنات وأطقم التكسير والحفارات.
دولة قطر
في السياق، زار وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك العاصمة القطرية، السبت، لإجراء محادثات وزارية، قبل أن يواصل جولته الخليجية التي تستمر حتى الاثنين المقبل وتشمل الإمارات.
وتأتي زيارة الدوحة في إطار تكثيف برلين خطواتها حيال مصدّري الغاز الذين يحتمل أن يحلوا مكان موسكو من ناحية الإمداد بالغاز.
وتعتبر قطر واحدة من أكبر 3 دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال الذي تعول عليه الدول الأوربية لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
وكان هابيك زار النرويج هذا الأسبوع بعد رحلة إلى الولايات المتحدة مطلع الشهر، وقال قبل زيارته إلى الدوحة التي ستليها زيارة أبوظبي “نحن بحاجة، على المدى القصير وبشكل مؤقت، لمزيد من الغاز الطبيعي المُسال، ونريد إيصاله إلى محطاتنا الخاصة في ألمانيا. من جهة أخرى، علينا تسريع التحول من الغاز الطبيعي التقليدي إلى الهيدروجين الأخضر”.
وقال عبر قناة (إي آر دي) إنه مقتنع بأن “مجموع المحادثات التي أجريناها -مع النرويج والولايات المتحدة وكندا وقطر- ستؤدي إلى تمكننا من الحصول على مزيد من الغاز المسال باتجاه أوربا وألمانيا، وستدرس برلين، مع النرويج، إمكانية بناء خط أنابيب يسمح باستيراد الهيدروجين الأخضر عند تطوير هذه التكنولوجيا”.
وعن الاعتماد على مورد واحد مثل موسكو، قال الوزير للمحطة الإذاعية “كان هذا ببساطة غباء”.