الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الغرب لا يريد للأسد الرحيل

الغرب لا يريد للأسد الرحيل

07.11.2015
إبراهيم الشدوي



الشرق القطرية
الخميس 5-11-2015
ربما لا أحد ينكر أن إيران وروسيا والتزامهما الذي لا يتزعزع على بقاء الأسد في سدة الحكم في سوريا هو أساس الأزمة فيها. ونلاحظ أن القادة الغربيين يتحسرون على أن يبقى الأسد جزءا من الحل فلم يبق أمامهم أي حلول دبلوماسية ونجدهم يتقبلون الوضع رغما عنهم حيث إن روسيا وإيران تتمتعان بوضع أفضل لفرض تسوية ولكنها لا بد أن تتضمن بقاء الأسد. ومع أن هذه الحلول السياسية فكرة بقاء الأسد هي فكرة ممكن أن تقسم سوريا في النهاية هنالك أسباب تؤكد أن بقاء الأسد سوف يبقى مانعا للوصول إلى حل سياسي مستدام في سوريا. وأيضا يمنع إعادة تشكيل الحكومة السورية إذا بقي الأسد وعندما تم تأسيس تحالف مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية فقد أخرجت الأسد من مأزقه الذي وقع فيه لأن الهدف من التحالف هو مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وتم ترك الأسد كما هو على سدة الحكم مما أربك الآن الولايات المتحدة وحلفاءها.تصريح إدارة الانتقال صرح به وزير الخارجية البريطاني فليب هاموند على منح الأسد فرصة 6 أشهر لإدارة العملية الانتقالية أمر لا يمكن أن تصدقه المعارضة غير أن خالد الخوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري سوف يتمكن من الترويج إلى صفقة إدارة الانتقال إذا كان الأسد صادق في قبول الفترة التي عرضها وزير الخارجية البريطاني.
غير أن من الصعب أن نصدق أن الجماعات المعارضة المسلحة التي لديها نفوذ في جنوب وشمال سوريا سوف تقبل بوقف إطلاق النار فسوف يكون وقف إطلاق النار هش كما حصل في الزبداني. وبما أن السعودية وتركيا يصران على رحيل الأسد فإنهما لا بد أن يحتفظا بماء الوجه السياسي والمواصلة في تمويل وتسليح جماعات المعارضة حتى يذهب الأسد. ونلاحظ الآن أن جماعات المعارضة السورية بعد التدخل الروسي والإيراني أصبحوا جنبا إلى جنب سواء كانت معارضة مسلحة أو غير مسلحة لوجود شعور لدى عامة السوريين بأن المجتمع الدولي قد خذلهم وخانهم. وأن المجتمع الدولي قد فقد الأخلاقيات والصبغة القانونية في حمايتهم بعد أن قصفهم بشار الأسد بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة. إن ما فعله المجتمع الدولي في الشعب السوري وقبول المجتمع الدولي ببقاء الأسد يرغم الشعب السوري بالتوجه والتقرب إلى الدولة الإسلامية وهذا الانضمام سوف يكون واضح إذا قبل المجتمع الدولي بوجود الأسد في أي حكومة انتقالية.
إذا باختصار لا يوجد أمام القادة الغربيون ومعهم أمريكا أي أوراق للضغط على روسيا وإيران وإصرار روسيا على أن الأسد سوف يكون جزء من الحل في عملية الانتقال في السلطة. يعني ذلك إطالة أمد الصراع في سوريا ويزيد ذلك في التوجه الشعبي والعربي والإسلامي إلى تنظيم الدولة الإسلامية.بالنسبة لإيران فهنالك إجماع دولي بقيادة السعودية وتركيا وقطر على خروج بشار الأسد من المشهد السياسي في سوريا وإيران في هذا الاجتماع سوف يطرح عليها الرغبة في إخراج الأسد من المشهد السياسي وهنا سوف تطرح إيران ورقة استلامها للنظام بقيادات سورية تابعة لها كما حدث في العراق ويمكن لها التخلي عن الأسد كما تخلت عن المالكي في العراق وتبقى هي المسيطرة على الشعب السوري كما وأن بشار الأسد موجود مع خروجه من المشهد السياسي في سوريا هذا احتمال والاحتمال الآخر هو عمل انتخابات مبكرة ويأتي من ترغب به إيران ويتصدر المشهد السياسي بدلا عن الأسد كما حدث في العراق واتى فيها حيدر العبادي وتبقى إيران قد خرجت من مأزق المجتمع الدولي ولا تزال تسيطر على سوريا في الداخل.