الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الغرب يصارع لبقاء نظام الاسد

الغرب يصارع لبقاء نظام الاسد

30.11.2013
د. صالح الدباني


امريكا
القدس العربي
الجمعة 29/11/2013
يقول المثل العربي عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة، خفت حدة التهجم والوعد والوعيد من قبل الانظمة الغربية تجاه النظام السوري وجنح معظمها نحو الحل السلمي او بما يعرف بجنيف2 ورغم ذلك فهي ليست في عجلةٍ من أمرها للذهاب الى جنيف أمتثالاً وتيمناً بالمثل القائل إذا كان عدو عدوي يقاتل عدوي فلا بأس من التريث، وما دام القاتل والمقتول من الضفة الثانية للنهر فهما لايستحقان إلا بعض كلمات الأسف ولو على تلكؤ واستحياء.
ولكن اليس الغرب على حق يسأل البعض؟ اليس معظم الفرق المقاتلة على الارض ضد النظام الاسدي ذا طابع اسلامي او على الاقل تحمل اسماء تشير إلى ذلك؟ فمن الطبيعي أن يترجل الغرب في ايضاح موقفه لاسبابٍ منها عدم هيامه بأي قوةٍ اسلامية او حتى ذي توجه اسلامي تحت مسمى الجهاد ثانياً الغرب لا يلهث وراء الحرية للشعوب الاسلامية او العربية بالتحديد حتى لا تتطلع وتطالب بحقوقها، بل يسعى لإيجاد نظام يؤمن بحرية الشعب ولكن لا يعمل بها.
ان الصراع في سورية أشبه بصراع الثيران ولكن بشكل أخر أي صراع بين ثور هائج منهك وبين عجل حديث الولادة عنيد التحدي. النظام السوري كان لديه من العدة والعتاد ما نفذ قبل عام او أكثر لكن مقومات بقائه، وهي معروفة، لا تكل ولا تمل ولا تنضب وهي الموقف السياسي والسلاح الفتاك من الدب الروسي والخبراء العسكريين الذي يتراوح عددهم كما يقال ما بين الاربعة والخمسة الآف خبير وكذلك المال والسلاح الايراني ناهيك عن عشرات الالاف من المقاتلين من حزب الله اللبناني ولواء ابو العباس العراقي بالإضافةِ إلى مقاتلين من الحوثيين في اليمن وباكستانيين ومتطوعين روس مقابل مبالغ محددة.
اما الجانب الاخر وهي قوات المعارضة بشتى اطيافها فداعموها أكثر ثرثرةَ مما يقدمون وإذا ما قدم البعض منهم من دعمٍ فعلى أستحياءٍ وخفية، كذلك شكل المعارضة التي يغني كل فريقٍ بما لديه وعلى مواله المحبب. صحيح أن هدفهم واحد وهو أزالة النظام القمعي الدموي الجاثم على صدر الشعب جدٍ عن أبٍ عن والد لعقودٍ من الزمن، لكنهم متفرقون ولو اتحدوا لكانت ضربتهم أكثر إيلاماً وأشد وطأة.
اما معارضة الخارج فحدث ولا حرج أكثر ما يجمعهم هي الفرقة بينهم لا يجتمعون على رأيٍ واحد إلا واختلفوا، صحيح أن المجتمع الدولي والمحلي خذلهم ومهن من عزمهم لكن ذلك ليس سبباً لتفرقة رأيهم وهم ما زالوا في بداية الطريق والشعب في شتات والوطن مدمر والنظام القمعي ما زال قائما يحار بكل قواه. بقي شيء مهم يجب الاشارة اليه وهو أن التلميذ المطيع غالباً ما يأخذ من طبائع معلمه. فنظام الاسد كما هو معروف تلميذ لنظام طهران وقد ابرع في كسب اللعبة وغلب موازين القوى لصالحه حينما أحس أن الضربة الامريكية واقعة لا محالة رمى الصنارة ليفتح الباب على مصراعيه لتسليم ما يملكه من مخزونٍ للأسلحة الكيماوية التي تقدر بالاف الاطنان وكان ذلك حلما لأمريكا وللأوروبيين أن يسلم النظام السوري كل ما يملكه من ذلك السلاح الفتاك، ورغم نفي النظام في سورية بعدم امتلاكه لهذا السلاح إلا ان احداث غوطتي دمشق الشرقية والغربية كانت هي الضربة التي قصمت ظهر البعير لتعري النظام عن مزاعمه وتفضح اكاذيبه.
ولهذا وذاك فان الغرب قد أعمى عينيه وأصم أذنيه امام ما يقوم به نظام الاسد من تدمير وقتل وترويع للشعب الصامد منذ ما يقارب العامين ونصف. لقد دمر النظام معظم البنية التحتية لأكثر من نصف البلاد ولا بأس أن يفعل ذلك بأي نوعٍ من الاسلحة وحتى لا يثير حفيظة الغرب يجب ان لا يستخدم السلاح الكيماوي أكثر من مرة كل عام.