الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القاعدة: وما بعد سوريا

القاعدة: وما بعد سوريا

31.10.2013
د. موسى الكيلاني



الرأي الاردنية
الاربعاء 30/10/2013
صرّح بعض قادة تنظيم القاعدة ان عدد المقاتلين الاردنيين في سوريا يناهز خمسمائة شخصٍ, باعتبار ان دولة الاسلام في العراق والشام (داعش ) تستقطب ابناء الشيشان والداغستان  بينما ترحب جبهة النصرة بالاردنيين والفلسطينيين ومن قدم من البوسنه ولندن وتونس.
ويعمل المخططون الاستراتيجيون حالياً على التفكير في اي أتجاه سيتم توجيه تلك الالاف المدربة بخبراتها القتالية وايديولوجيتها الجهادية فيما بعد سوريا ؟؟.
وما سيصدر عن جنيف الثانية وقراراتها بعد 25/ 11/ 2013 لن يسمح لتنظيم القاعدة ان يشارك باقتسام الانجازات والفيء السياسي الذي يطمح له من قضم كبد اعدائه , واستعدى الكنيسة السريانية في معلولا, وخطف اثنين من المطارنة المسالمين.
لقد ادرك المصريون  مُسبقًا بوسائلهم المخابراتية للاستشعار عن بُعْد ما سوف يداهمهم من اخطار لدى إبعاد سوريا  لتلك العشرات من  آلاف  السلفيين الجهاديين ذوي العقيدة التكفيرية, فأوكلوا الى الفريق اول عبدالفتاح السيسي مهمتين كؤودتين, وهما الحيلولة دون وصول تنظيم القاعدة الى مصر, والمهمة الثانية التصدي لمواقع الكُمُون والاستقطاب في منطقة سيناء الشمال وسيناء الجنوب, ولم يتسن له ان ينفذ تلك المهمتين الكؤودتين بوجود رئيس للجمهورية المصرية له مواصفات الدكتور محمد مرسي, بانتماءاته التنظيمية , وافكاره الاسلامية , وعزوفه  عن إراقة دماء المصريين, حتى لو كانوا من العائدين من العراق او من افغانستان. وقد ظهرت الحاجة للتغيير جليةً بعد اغتيالات سيناء ولكن ضاعف من فـَوْريتها عناد الرئيس محمد مرسي, ورفضه الصارم للتعاون في موضوع الحل النهائي لتنظيم القاعدة  بسبب قناعاته الدينية والتزاماته التنظيمية. ولم يتفاجأ المراقبون الاستراتيجيون بما حصل من تغيير في القاهرة يوم 30/ 6/ 2013 الذي شكل نقطة الصفر في عمليات التنفيذ وبالاسلوب الذي اتقنته القوات المسلحة والقوى الامنية وعلى راسهم الفريق اول عبد الفتاح السيسي.
يقول الخبراء الاستراتيجيون ان العقود الماضية في دراسات سلوكيات القاعدة قد وصلت الى نتائج عقلانية علمية تُيَسِر على المراقب التنبؤ والاستنباط.
فما بعد افغانستان, رفع ابو مصعب الزرقاوي اعلام دولته في العراق, وبعث من هناك يوم الاربعاء الاسود  11/ ايلول/2005 من ينفذ مجزرته ب55 مواطناً مسالماً بريئاً, ومعهم 155 جريحاً, وكان بين الشهداء المرحوم مصطفى العقاد, اعظم مخرج سينمائي عربي على مستوى العالم, وقد جاءته التفجيرات اثناء اتصالاته لانتاج فيلم عالمي وباللغة الانجليزية عن الاسلام, يصحح فيه الصورة النمطية المشوهة  عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم, ويستأصل الشبهات التي غرسها اعداؤنا عن تاريخ الاسلام وعقيدة القرآن.
 وما بعد العراق, هرب المئات من  سجناء الفلوجة من المحكومين بالاعدام وبالمؤبد لارتباطهم بتنظيم القاعدة بطريقة مسرحية توضح التواطؤ والتساهل من مسؤولي السجن, وقد التحقوا بقيادتهم لتشكيل دولة الاسلام في العراق وسوريا وليستكملوا المهمات المفروضة عليهم باعتبارهم  على الثغور.
والتساؤل القائم الآن, الى اين ستذهب تلك المجموعات من السلفيين الجهاديين بعد مغادرتهم افغانستان قبل سنوات  ثم   انتقالهم إلى العراق إثر ذلك,  فانتهاء مهماتهم في سوريا قريباً بجهود الاخضر الابراهيمي, المبعوث الدولي والعربي لانهاء الازمة في سوريا؟
لن يتوجهوا الى الاردن قطعاً بعد تجربتهم عام 2005 ,فهل تكون في اليمن نهايتهم.؟؟