الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القرار 2118 تجاهل قضية الشعب السوري

القرار 2118 تجاهل قضية الشعب السوري

01.10.2013
نصوح المجالي


الرأي الاردنية
الاثنين 30/9/2013
تواصل السياسة الروسية تحقيق تقدمها على خطوط تراجع السياسة الاميركية في الشرق الاوسط, فبعد نجاحها في حماية النظام السوري من أي تهديد في مجلس الامن, نصحت روسيا النظام السوري بالانضمام لمعاهدة حظر السلاح الكيماوي, والتخلي طوعاً عن سلاحها الكيماوي, مما ساعد روسيا في تعطيل اصدار قرار بموجب الفصل السابع يضع سوريا تحت التهديد العسكري, فبموجب القرار 2118 يحق لمجلس الامن فرض عقوبات غير عسكرية بموجب الفصل السادس اذا اخلت سوريا بتعهداتها بشرط العودة لمجلس الامن.
الانجاز الاكبر الذي يشكل ايضاً اخفاقاً لدول الغرب المؤيدة للثورة السورية ان روسيا استطاعت تحويل قضية الشعب السوري الى قضية فنية بنقل الاهتمام الى برنامج تدمير السلاح الكيماوي السوري فلم تعد قضية الشعب السوري وحريته ومحاسبة النظام السوري على جرائمه الجماعية مركز الاهتمام, فنزع السلاح الكيماوي وحماية اسرائيل, والاتفاق الدولي على اعتبار تنظيم القاعدة والتنظيمات الاسلامية المتطرفة المتواجدة في سوريا الخطر الاكثر الحاحاً الامر الذي يؤيد وجهة نظر النظام السوري ويوفر الوقت اللازم للنظام لمواجهة الثورة السورية.
والايرانيون لعبوا ايضاً دوراً في المناورة السياسية لصالح النظام السوري عندما ابدوا استعدادهم لدعم عقد مؤتمر جنيف اثنين، في نوفمبر القادم بموجب الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة.
ولتخفيف الضغط والحصار، عن كل من ايران وسوريا، قدم الايرانيون طُعماً دسماً لدول الغرب، بابداء الرغبة والاستعداد للتعاون الايجابي في ايجاد حل للخلاف حول المشروع الايراني النووي والتلويح بتطبيع العلاقات مع دول الغرب، أعلن الرئيس الايراني ذلك في ذروة الصراع والجدل في مجلس الامن لاستصدار قرار بموجب الفصل السابع بشأن الاسلحة الكيماوية السورية.
دهاء سياسي وتنسيق محكم بين روسيا وايران اسفر عن انقاذ نظام الأسد، اهم ركن في استراتيجية تمدد ايران في المنطقة العربية وركيزة النفوذ السوفياتي في الشرق الاوسط ايضاً.
لهذا تجاوزت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن المأساة الانسانية، وانتهاك حقوق الانسان والاطفال في سوريا، فالاولويات تغيرت في الأزمة، واصبح نزع فتيل الصراع بين اسرائيل وايران بشأن السلاح النووي، واحتمال تحييد خطر حزب الله على مصالح الغرب واعادة تقسيم الادوار في المنطقة بما يخدم هذه المصالح, أهم الاولويات.
وترى سوريا ان القرار رقم 2118 يحظر على الدول تقديم مساعدات للتنظيمات الارهابية في سوريا، والنظام السوري يرى ان جميع معارضيه ارهابيون، الامر الذي يحكم الحصار على المعتدلين والمتطرفين في الثورة السورية على حد سواء.
بانضمام سوريا لمعاهدة حظر الاسلحة الكيماوية، نجحت روسيا في تحويل الخط الاحمر الاميركي الى خط اخضر يمكن تجاوزه بسهولة, ولا شك أن السياسة الروسية ومناورات النظام السوري قادرة على على تحويل مؤتمر جنيف 2 اذا تم انعقاده الى متاهة طويلة توفر الوقت الكافي لاضعاف الثورة السورية وخذلان الشعب السوري.
القرار 2118 عكس عدم جدية دول الغرب في دعم قضية الشعب السوري, أو استصدار قرار بوقف اطلاق النار كما عكس قدرة المناورة السياسية الروسية على حماية النظام السوري, وخذلان المجتمع الدولي لقضية الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره بحرية.
فهل يستوعب العرب والمعارضة السورية هذا الدرس بفعل مقابل يخدم اهداف الشعب السوري وثورته؟
p> �cls�� � ng dir=RTL style='text-align:justify;text-justify:kashida; text-kashida:0%'>واستبعدت تلك المصادر انهاء او وضع حد لهذا الكم من السلاح غير الشرعي الا بتسوية للازمة السورية قد تتحقق في مؤتمر جنيف - 2 بعد نحو شهرين، لكن لا شيء مؤكدا حتى الان. الا ان التقارب الاميركي - الايراني الذي بدأ هاتفيا في نيويورك بين الرئيسين باراك أوباما والإيراني الشيخ حسن روحاني يمكن في حال تطورت اعادة العلاقات بين واشنطن وطهران الى ان تسّرع في فك التشنج السياسي المتحكم بالبلاد والذي يمنع الى الان تشكيل حكومة وإعادة العلاقات العربية لدول الخليج مع لبنان الى سابق عهدها والى التخفيف من الأعباء المترتبة عن استضافة العدد الهائل من اللاجئين السوريين.