الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "القصير" ومسؤوليات المجتمع الدولي

"القصير" ومسؤوليات المجتمع الدولي

06.06.2013
الوطن السعودية


الوطن السعودية
الخميس 6-6-2013
الحقيقة التي اعترف بها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية هي أن قوات النظام والقوات المساندة لها، استطاعت، بعد أسابيع من المعارك الشرسة، أن تسيطر على مدينة القصير التي تعد – بالنسبة إلى الطرفين – مكانا استراتيجيا مؤثرا على سير المعارك.
البيان الذي صدر عن الائتلاف، أكـد على أن "الاختلال الهائل في ميزان القوى فـرض نفسه، وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها"، مما يؤكد أن إعلان النظام السوري عن السيطرة على مدينة القـصير لم يكن حربا معنوية، وإنما كان حقيقة.
إن هذا التحول العسكري، يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الأخلاقية من جديد، ذلك أن المواجهة – في حقيقتها – لم تعد بين قوات النظام، وقوات سورية معارضة له، وإنما باتت بين قوات المعارضة وعناصر خارجية تدعمها إيران، مما يعني وجود تدخل أجنبي سافر ومباشر، وذلك يعني أهمية وجود تدخل مضاد وعاجل.
الثورة السورية لن تتوقف، ولا حسم إلا بزوال النظام، بيد أن الأمد قد يطول، وطوله سيفضي إلى إزهاق المزيد من الأرواح البريئة، ومضاعفة حجم المأساة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري.
إن استمرار تدخل إيران من خلال وكيلها "حزب الله"، سيقود الأمور إلى المزيد من التعقيد؛ فـ"حزب الله" ينطلق من لبنان، والمعركة قد تفرض على الجيش الحر مطاردة عناصر هذا الحزب داخل لبنان، فضلا عن أن قوات النظام بدأت فعلياً في قصف بلدة عرسال الحدودية اللبنانية التي تؤيد الجيش الحر، غير عابئة بسيادة لبنان، مما يوسع دائرة الاضطراب، ويزيد من قوة التداعيات.