الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القضاء على إرهاب النظام السوري أولا

القضاء على إرهاب النظام السوري أولا

29.09.2014
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 28-9-2014
لعله من المعلوم للكافة، أن العمليات العسكرية الجوية التي تنفذها طائرات التحالف الدولي ضد الارهاب، لن تنجح وحدها في القضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يتمدد على مساحات شاسعة من الاراضي بين العراق وسوريا، حيث يحتاج التحالف الى قوات على الارض للتمكن من هزيمة ودحر التنظيم نهائيا.
لكن قضية وجود قوات عسكرية على الارض لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، ربما تواجه تعقيدات كثيرة في سوريا، خلافا لما يحدث في العراق الذي يمكن الاستعانة فيه بالجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية، للقيام بالمهمة المطلوبة لاستكمال الضربات الجوية بتطهير الاراضي العراقية وملاحقة عناصر التنظيم والقضاء عليهم.
ويبدو ان التعقيدات التي تواجه المهمة في سوريا، حيث توجد قيادة التنظيم ومقراته الاساسية ومصادر تمويله، هي ما دفع الولايات المتحدة الامريكية الى اجراء محادثات مع الائتلاف الوطني السوري المعارض، والتأكيد على حاجتها الى 15 الف مقاتل من المعارضة السورية لتدريبهم وتسليحهم للاستعانة بهم في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية. لكن من الواضح ان هناك ازمة اخلاقية في سياسة الغرب ازاء ما يحدث في سوريا، اذ ان الموقف من الدولة الاسلامية واستهدافها للمدنيين بالقتل، ينبغي ان يكون هو الموقف نفسه ازاء ما يقوم به النظام السوري من عمليات ابادة ومجازر ضد المدنيين.. وهنا تبدو غريبة السرعة في تشكيل تحالف دولي واسع ضد ارهاب الدولة الاسلامية، مقابل العجز الذي أبداه المجتمع الدولي في التعامل مع ارهاب الدولة الذي مارسه نظام بشار الاسد ضد المدنيين.
ان مصداقية السياسة الغربية في المنطقة امام اختبار حاسم اليوم، ذلك ان مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية دون التصدي لارهاب النظام السوري، لن يكون سوى معالجة لمظهر الأزمة وليس جذورها.
ان الاستعانة بقوات المعارضة السورية في الحرب ضد الدولة الاسلامية، ينبغي ان يسبقه موقف غربي اكثر عدلا ونزاهة، ازاء الشعب السوري، وذلك بمساعدته اولا في التعامل مع النظام السوري الذي كان ولا يزال مصدر الارهاب في المنطقة.