الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القضاء على "داعش" واجب أخلاقي.. ولا مكان للمطامع

القضاء على "داعش" واجب أخلاقي.. ولا مكان للمطامع

13.10.2014
الوطن السعودية



الاحد 12-10-2014
ربما تكون معركة "عين العرب" في الشمال السوري التي يسميها الأكراد "كوباني" نقطة مفصلية في الحرب المعلنة ضد تنظيم "داعش" من جهة، وفي الثورة السورية من جهة أخرى؛ فالتقدم الذي يحرزه "داعش" في "عين العرب" ضد المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عنها حالة مرحلية لعدم فاعلية الضربات الجوية في إعاقة تقدمه، ولعل سبب ذلك هو تحاشي وقوع ضربات خاطئة تضر بالمدنيين أكثر مما تسقط من عناصر "داعش".
ومع إعلان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فجر أمس موافقة تركيا على دعم برنامج لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة بالتزامن مع اشتداد معركة "عين العرب" وسيطرة "داعش" على أجزاء كثيرة منها، يبدأ الموقف التركي بالتبلور التدريجي، فالجبهة التركية مهمة جداً في مواجهة التنظيم لكونها تمتد مساحات طويلة مع الحدود السورية، ولكون تركيا متهمة سابقا بتسهيل مرور عناصر "داعش" إلى الداخل السوري، وبشراء النفط من "داعش" بسعر بخس لتستفيد اقتصاديا، وغير ذلك من اتهامات.
دخول تركيا مع التحالف ضد "داعش"، لا بد له من أن يغير تعامل تركيا مع التنظيم الإرهابي إن صحت الاتهامات أو بعضها، فالوضع متأزم فيها على المستويين الداخلي والخارجي، فمظاهرات الأكراد في الداخل التركي هزت الحكومة خاصة مع سقوط عدد من القتلى. واقتراب "داعش" الذي لا أمان له من الحدود التركية إن تمكن من قهر الأكراد في "عين العرب" سيضع "داعش" في مواجهة مع الأكراد الذين يستقر كثير منهم في تركيا. مما يعني أن التوازنات سوف تتغير، وبالتالي يزداد عدد الجهات التي دخلت في الحرب ضد "داعش".
والأهم من ذلك كله ألا تكون لتركيا مطامع استعمارية في الأراضي السورية إن دخلت في التحالف ضد "داعش"، فمهمة القضاء على التنظيم الإرهابي باتت واجبا أخلاقيا على كل دول المنطقة، ويفترض أن يتبع إنهاء "داعش" تسريع لعملية إنهاء النظام السوري سواء كان ذلك بحل سياسي أو غيره، أما الإشارات المستمرة الصادرة عن الإدارة الأميركية بأن عملية تدريب المعارضة السورية قد تستغرق سنوات، فهي محبطة للشعب السوري الذي يتمنى الخلاص من كلا الشرين.. "داعش" و"النظام"، لذا يجب الاتفاق على الأهداف الرئيسة وجدولتها زمنيا والانتهاء منها واحدا تلو الآخر بالسرعة القصوى للحفاظ على ما بقي من سورية والسوريين.