الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القلمون.. جريمة التهجير وجناية التدمير

القلمون.. جريمة التهجير وجناية التدمير

20.11.2013
الوطن السعودية


الثلاثاء 19/11/2013
تطورات الأوضاع الإنسانية في سورية باتت تتجاوز القتل اليومي والتشريد الموقت، إلى التهجير الممنهج، والإحلال القسري؛ بمعنى أن الإساءة إلى الإنسان لم تعد نتيجة تترتب على المواجهات المسلحة، وإنما صارت هدفا بذاتها.
"الوطن" كانت قد كشفت -الأسبوع الماضي- عن أن هناك خطة يعمل على تنفيذها النظام السوري وشريكه الرئيس "حزب الله"، وتهدف إلى إفراغ منطقة جبال القلمون السورية، المطلة على البقاع اللبناني، من سكانها، وإحلال سكان آخرين، بحيث يصبح سكان المنطقة تابعين للنظام والحزب الداعم.
هنا جريمتان: إحداهما؛ تهجير سكان من أرضهم، وهو عمل إجرامي حقيقي، لأنه ليس هناك أغلى عند الإنسان من أرضه، حتى إن النفي لا يكون إلا في حالات العقاب، فما جناية أهل جبال القلمون؟ وهل كون منطقتهم استراتيجية بالنسبة إلى المعارك الدائرة، جريمة يستحقون عليها التهجير القسري؟!
والأخرى؛ أن الإحلال قائم على الفكرة الطائفية، مما يكرس التفرقة بحسب المذهب، ويزيد في أسباب التمذهب، وهي جريمة وطنية تفضي إلى تقسيم الشعب السوري كله، وهو ما يهدف إليه نظام قام في أصله على الفكرة الطائفية.
تنفيذ خطة إفراغ هذه المنطقة من سكانها لم يكن بالطرق التي عرفها التاريخ الإنساني عبر عصوره، وإنما كانت بأكثر الطرق بشاعة وهي التخيير بين الموت أو الفرار للنجاة، وذلك بعد أن صبت قوات النظام و"ميليشيات حزب الله" على رؤوس الساكنين كل أنواع النيران، كي يخلو لها الجو، فتقتحم المنطقة، وتعيد ترتيب خريطتها السكانية لتتواءم مع التفرقة التي يسعى إليها النظام ليبقى.
النظام السوري وداعموه دخلوا - منذ زمن - إلى مرحلة الجنون، وهي تطور بدهي لأشكال التعاطي الدولي مع الأزمة السورية منذ بدئها الأول، وذلك بعد أن أدرك النظام أن العالم ومنظماته الدولية يمنحانه الوقت في إثر الوقت ليمارس التنكيل، وكأن بقاء النظام صار هو الخيار الدولي الأوحد، ولو كان ذلك على حساب الإنسان.