الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القنبلة السورية" في استراتيجية أوباما "الداعشية"

القنبلة السورية" في استراتيجية أوباما "الداعشية"

14.09.2014
رأي القدس
رأي القدس



القدس العربي
السبت 13-9-2014
نقلت تقارير صحافية امس عن مسؤول امريكي ان الغارات الامريكية ضد ما يعرف بتنظيم "الدولة الاسلامية" او" داعش" ستبدأ خلال ثلاثين يوما، فيما يتوقع ان يصوت الكونغرس الامريكي الثلاثاء المقبل على مساعدات تبلغ قيمتها خمسمئة مليون دولار الى مايسمى ب "المعارضة السورية المعتدلة" لمساعدتها على ملء الفراغ الذي سيتركه ضرب التنظيم، في ظل تسريبات تفيد بأن السعودية وافقت على فتح معسكرات في اراضيها لتدريب عناصرها.
وبدا قرار اوباما بضرب داعش في سوريا الذي اعلنه في خطابه مساء الاربعاء بتوقيت واشنطن، وكأنه جاء تحت ضغوط او ارتجاليا الى حد كبير، بعد ان اجمع خبراء عسكريون على ان قصر الغارات على العراق سيمنع "اضعاف داعش وتدميره"، وهو الهدف المعلن للحرب الامريكية الجديدة. وبالفعل سارعت روسيا الى التحذير من ان اي غارات في سوريا تحتاج الى موافقة دمشق حتى تكون مشروعة، اما الحكومة السورية فقالت انها ستعتبرها "اعتداء" اذا لم تجر بالتنسيق معها، بينما شككت طهران في حقيقة الاهداف الامريكية من الحرب الجديدة.
وثمة اسئلة مشروعة يطرحها قرار اوباما بشن غارات في سوريا، ومنها:
- ما هو تعريف ما اشار اليه اوباما ب "المعارضة السورية المعتدلة"، التي يعتزم تسليحها ثم الاعتماد عليها كشريك على الارض، خاصة انه كان ادلى بتصريح قبل عدة شهورفقط، قال فيه ان الحديث عن وجود هكذا معارضة هو نوع من "الفانتازيا"؟ فهل يقصد الجيش الحر او ما تبقى منه والمعروف بضعف وجوده على الارض مقارنة بالتنظيمات الاخرى؟ ام جبهة النصرة التي تعرف بانها "الفرع السوري من تنظيم القاعدة" ام "الجبهة الاسلامية" ام عشرات الميلشيات الاخرى من التي يصعب تصنيفها او معرفة انتمائها، وماذا يضمن الا تقع الاسلحة الامريكية في ايدي داعش في النهاية وهي "الحجة" التي استخدمها اوباما نفسه في الماضي لتبرير عدم تسليح المعارضة؟
 هل ستكفي ثلاثون يوما لتدريب قوات "المعارضة السورية المعتدلة" وتسليحها، لتكون مؤهلة لشغل مساحات شاسعة من الاراضي (نحو ثلث سورياحسب بعض التقديرات)؟ ام ان قوات الجيش السوري والمسنودة من حزب الله وايران الافضل انتشارا وتجهيزا ستكون الاسبق الى "تلقف الهدية الامريكية"؟
 هل يملك اوباما غطاء شرعيا من مجلس الامن للتدخل في سوريا، خاصة ان القرار 1270 لا يشمل شن غارات؟ ام ان ذبح الجنديين الامريكيين يشكل ذريعة قانونية مقبولة من باب الدفاع عن النفس؟ ام ان هكذا هجوما امريكيا سيبدو عملا منفردا، حيث ان ايا من حلفاء اوباما لم يعلن حتى الان المشاركة فيه، بل ان تركيا التي هي حليف اساسي لواشنطن، وعضو في حلف الاطلسي، رفضت مجرد التوقيع على "بيان وزراء الخارجية الاثني عشر في جدة الخميس"، واعلنت ان مشاركتها ستكون على الجانب الانساني اساسا؟
 ماذا ستعني استضافة السعودية لمعسكرات تدريب للمعارضة السورية من حيث تأثير ذلك على تركيبتها واوضاعها الامنية الداخلية، وخاصة ردود الفعل المحتملة من "داعش"؟ وهل سيكرس ذلك تحول سوريا الى ساحة صراع اقليمي، خاصة مع توقع ان تعتبر ايران هكذا قرار تصعيدا في حربها الممتدة من لبنان الى اليمن؟
 هل سيكون اوباما مستعدا للدخول في مواجهة عسكرية مع النظام السوري ان هو قرر التصدي للغارات، وبالتالي التورط في محاربة ايران وحزب الله عمليا؟ ام انه سيصل معه الى تفاهم سري تقوم من خلاله دمشق بتزويد واشنطن بالمعلومات الاستخبارية حول مواقع داعش مقابل ان تحصل على "غنائم الحرب" او قسم كبير منها؟
 هل يستقيم استراتيجيا ان يطلب اوباما من "المعارضة السورية المعتدلة" ان تحارب "داعش" في معقلها وقاعدتها الرئيسية حيث توجد "عاصمة خلافتها"، ثم يتوقع منها ان تخرج من هكذا حرب وهي قادرة على الاحتفاظ بمكاسبها في مواجهة الجيش السوري الذي سيتمكن من التقاط انفاسه، بينما يشاهد الد اعدائه يضعف احدهما الاخر؟
الواقع ان هذه المساحة لا تكاد تتسع لحجم الارتباك والمتناقضات في "الجزء السوري" من استراتيجية اوباما "الداعشية"، وهو ما يكفي الى تحويله الى "قنبلة موقوتة" لا يعرف احد عند هذا المفترق الحرج متى تنفجر اومن سيكون ضحاياها؟