الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القوات الروسية تدخل مدينة الرقة شرقاً والنظام يواصل قصف إدلب شمالاً

القوات الروسية تدخل مدينة الرقة شرقاً والنظام يواصل قصف إدلب شمالاً

11.12.2019
هبة محمد


القدس العربي
الثلاثاء 10/12/2019
دمشق – "القدس العربي" : بينما غابت الطائرات الحربية الروسية عن أجواء منطقة خفض التصعيد، لأول مرة منذ ثلاثة أشهر، حيث كانت تستهدف المحاور القتالية في"الكبانة" بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، قصفت قوات النظام قرى وبلدات ريف إدلب، وذلك تزامناً مع دخول القوات الروسية مدينة الرقة التي كانت المعقل الرئيسي السابق لتنظيم الدولة في سوريا، تمهيدًا لملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأمريكي من المنطقة الأغنى بمواردها الطبيعية والنفط في سوريا، وبذلك باتت روسيا هي القوة العسكرية الأكبر في سوريا، سواء من حيث سيطرتها على معظم الأجواء، أو من حيث نفوذها على القوات المحلية والأجنبية.
ودخلت القوات الروسية لأول مرة مدينة الرقة السورية، التي كانت المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة قبيل إنهاء تواجده من حيث السيطرة المكانية على يد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وأظهرت لقطات بثتها قناة زفيزدا التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية مجموعة من الجنود الروس وهم يصافحون أطفالاً سوريين ويوزعون عليهم المساعدات، حسب رويترز، وقال الضابط الروسي فلاديمير فارنافسكي للصحافيين، إن البنية التحتية في الرقة مدمرة بالكامل نتيجة عملية التحرير التي أنجزها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مضيفاً "أصبح الآلاف من المدنيين ضحايا لهجمات جوية ومدفعية عشوائية. لم تنته في المدينة بعد أعمال إزالة الأنقاض وتطهير المنطقة، وهناك نقص في المياه النظيفة والأدوية والغذاء".
وكانت قوات أمريكية وحلفاؤها المحليون الذين تقودهم قوات سوريا الديمقراطية، قد انتزعوا السيطرة على الرقة قبل عامين، لكن قرار ترامب القاضي بسحب القوات الأمريكية في تشرين الأول/أكتوبر فتح الباب أمام الجيش الروسي للتوغل في المنطقة.
وتمثّل روسيا القوة العسكرية الأكبر في سوريا الآن، سواء من حيث سيطرتها على معظم الأجواء في معظم المناطق التي لا تشهد تواجداً أمريكياً، أو من حيث نفوذها على القوات المحلية والأجنبية العاملة في المناطق المصنفة تحت سيطرة النظام، إذ تتوزع قواعد الجيش الروسي في سوريا على 66 موقعاً، منها 24 قاعدة عسكرية، و32 نقطة تواجد، و10 نقاط مراقبة في محيط محافظة إدلب.
ووفقاً للخبير السياسي محمد سرميني فقد جاءت محافظة حماه في مقدمة المحافظات من حيث عدد القواعد الروسية، والتي بلغ عددها 5 قواعد، تلتها محافظة حمص بـ 4 قواعد، والساحل والرقة وحلب و دمشق بـ 3 قواعد لكل منها، ودير الزور والحسكة بقاعدة واحدة لكل منها.
وفي السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2019، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية إخلاء قاعدتين عسكريتين لها كانتا تتمركزان شمال شرقي سوريا، كان يتواجد فيهما حوالي 50 جندياً من قوات العمليات الخاصة، حيث "عزا البنتاغون القرار إلى الرغبة بعدم حصول اشتباك وتصادم مع القوات التركية التي كانت توشك على شنّ عملية عسكرية حملت اسم نبع السلام".
ويقول سرميني لـ "القدس العربي" ان تلك "كانت أوّل مرّة تقوم فيها الولايات المتحدة بإخلاء مواقعها بشكل كامل من مناطق تمركزها في سوريا، منذ إعلان الرئيس دونالد ترامب في التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر العام الفائت، عزمه الانسحاب من سوريا بعد انتهاء المهمة الرئيسية التي جاءت لأجلها قوات بلاده وهي القضاء على تنظيم الدولة"، علماً أنّ القوات الأمريكية حسب الخبير السياسي "كانت قد بدأت بتخفيض تواجدها في سوريا منذ الحادي عشر من شهر كانون الثاني/ يناير العام الجاري، في إطار تطبيق القرار الصادر عن الرئيس دونالد ترامب. لكن ذلك لم يؤثر على انتشار القواعد الأمريكية".
وفي الثالث عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام الحالي، عاد الرئيس دونالد ترامب ليعطي أوامر لوزارة الدفاع بسحب حوالي ألف جندي من شمال سوريا، وكان انتشار القوات الأمريكية في سوريا يندرج في إطار الجهود التي بذلتها واشنطن لمكافحة تنظيم الدولة، ورغم أنّ الرئيس السابق باراك أوباما لطالما أكّد عدم عزم بلاده إرسال قوات إلى سوريا، إلّا أنّ تسلم دونالد ترامب إدارة البيت الأبيض عكس توجّهاً نسبيّاً لانخراط عسكري مباشر في الصراع، وهو ما لبث أن تغّير بعد انتهاء المهمة التي جاءت لأجلها القوات الأمريكية.
وفي شمال غربي سوريا، سجلت المقاتلات الحربية الروسية غيابها الأول عن الأجواء منذ نحو ثلاثة أشهر، بعد مجزرة مروعة راح ضحيتها 21 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال، حيث تشهد أجواء مدينة إدلب، شمال غربي سوريا، غياباً تاماً لسلاح الجو الروسي والسوري، فيما تابعت قوات النظام قصفها بالمدفعية مناطق في كفرسجنة حيش وتحتايا والتح بريف إدلب الجنوبي، وجزرايا جنوب حلب وكفرناها في ريف حلب الغربي.
وقالت مصادر محلية ان عدداً من المدنيين أصيبوا بجروح، جراء قصف مدفعي لقوات النظام المتمركز في معسكر جورين، استهدف قرى وبلدات "جبل الزاوية" بريف إدلب الجنوبي، كما استهدف القصف بلدة "سفوهن"، فيما قصفت قوات النظام المتمركزة في أقصى جنوبي إدلب بلدات وقرى "التح وأم جلال والهلبة وتل الشيخ وحيش والسرج وسمكة" في ريف إدلب الشرقي.
الدفاع المدني السوري وثق بدوره، إصابة شخصين في قصف على بلدة كفرعويد في ريف إدلب الجنوبي، مؤكداً استهداف 10 مناطق بـ58 قذيفة مدفعية، حيث شمل القصف مدينة كفرنبل وبلدات حاس وسفوهن وكفرعويد، وقرية معرزيتا في ريف إدلب الجنوبي، بالإضافة إلى بداما والناجية ومرعند والحنبوشية بريف إدلب الغربي، وجبل الدويلة قرب بلدة كفرتخاريم شمال غربي إدلب.