الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القوى الكبرى تتجاهل إرادة الشعب السوري

القوى الكبرى تتجاهل إرادة الشعب السوري

17.12.2013
الوطن السعودية


الاثنين 16/12/2013
يأتي إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ـ أول من أمس ـ عن تشاؤمه حول الأزمة السورية مبديا الشكوك في إمكانية نجاح مؤتمر "جنيف 2"، ليكمل السلسلة التي أخذت تظهر في الأيام الأخيرة من القوى الكبرى فيما يتعلق بالشأن السوري، فالنظام السوري يصول ويجول مستخدما كل قوته العسكرية في التدمير بما فيها صواريخ سكود التي قصف بها الناس في المدن لتقتل عددا كبيرا من المواطنين، أما المعارضة المسلحة متمثلة في الجيش الحر فالضغوط الأميركية والبريطانية تزداد عليها.
المؤشرات توحي بأن شيئا ما يدور في الخفاء، فأن يقول وزير الخارجية الفرنسي "إن الرئيس السوري بشار الأسد له أخطاء كثيرة ولكنه ليس غبيا... لا نستطيع أن نرى سببا يجعله يسلم كل سلطاته"، فهنا تظهر أزمة جديدة في التعامل مع الملف السوري، أزمة بدأتها روسيا بالوقوف مع النظام وحمايته التي بلغت حد استخدام الفيتو في مجلس الأمن، واليوم لا ترى فرنسا سببا يجعل بشار الأسد يسلم كل سلطاته، وهو الذي قتل حوالي مئة وثلاثين ألفا من شعبه، وسجن مئات الألوف وشرّد وهجّر الملايين داخل الدولة وخارجها، ودمّر بأسلحة جيشه البيوت فوق رؤوس سكانها وصارت الدولة بأعماله خرابا لا تصلح للحياة الطبيعية.
فهل تريد فرنسا أكثر مما حدث سببا ليس فقط لتنحي الأسد وتركه السلطة؟ بل ومحاسبته مع رجاله لما فعلوه في بلدهم ومواطنيهم وهم على رأس السلطة وبأيديهم السلاح والقوة، إلا إذا كانت القوى الكبرى قد اتفقت بطريقة ما على أنه ما من خيارات واسعة في الأزمة السورية إلا استلام الإسلاميين المتشددين أو بقاء الأسد، وارتأت بالتالي أن خيار بقاء الأسد هو الأنسب لها من أن تقوى شوكة تنظيم "القاعدة" والمجموعات التابعة له أو التي تتبنى فكره.
قد تكون القوى الكبرى تخطط وتعد تدبيرا بطريقتها، غير أنها في تخطيطها ذاك - إن حدث - يجب أن تتذكر أن هناك شعبا سوريا ثار ضد الظلم والاستبداد، وأنه يرفض نظام الأسد، ويرفض أيضا التنظيمات المتشددة. وبالتالي فإن فرض أي من هذين الخيارين عليه سيكون سببا في إطالة عمر الأزمة، وفي المزيد من القتل والدمار.