الرئيسة \  واحة اللقاء  \  القيصر الروسي والسيد " إرهاب"

القيصر الروسي والسيد " إرهاب"

31.12.2015
داهم القحطاني



الشرق القطرية
الاربعاء 30/12/2015
إنه القيصر الروسي الجديد عاد لينتقم من هزيمة الروس من المسلمين في أفغانستان ,وأين هذا الانتقام ؟ في قلب العالم الإسلامي ,وفي أول حاضرة للخلافة الإسلامية .. دمشق .
هكذا هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كما يتصوره متطرفو الكنيسة الروسية الأرثوذكسية , وهي الكنيسة التي باركت التدخل الروسي في سوريا واعتبرته معركة مقدسة فهكذا أعلنها بطريرك الكنسية كيريل بوضوح صدم حتى أتباعه في سوريا نفسها من أتباع كرسي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق .
الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن منتقما من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر يعتبر الحرب على المسلمين حربا صليبية جديدة , وقيصر روسيا الجديد بوتين بالمثل يحمل الرايات المقدسة , وكل هؤلاء يتخذون من الإرهاب ذريعة لتدخلهم في العالم الإسلامي من دون أن يحاربوا الإرهاب نفسه ولا غرابة فالحرب المقدسة في أذهان هؤلاء لا بد أن تطول وتطول ليكون العالم الإسلامي خاضعا للسيطرة دوما .
في أفغانستان العام 1978 كما في سوريا 2015 الروس يقتحمون الأرض عبر معاهدات السلام , فكما أن الروس في لباسهم السوفيتي صافحوا رئيس الحكومة الأفغانية بابراك كارمل دعما له قبل احتلالهم المرير , قام الروس في عهد القيصر بوتين , ومع تطوير صغير , فأحضروا الرئيس السوري بشار الأسد وحيدا إلى موسكو ليصافحوه أيضا قبل أن تتبختر الدبابات الروسية في الشام وهي تعلن في حاضرة العالم الإسلامي دمشق أن الروس أتباع الكنسية الأرثوذكسية استطاعوا أخيرا الوصول للمياه الدافئة وهاهم ينتقمون من كل ما هو إسلامي والمبرر في كل ذلك لا سواه السيد " إرهاب ".
القصف الروسي الأحول الذي يطارد الأطفال بقنابل مدمرة في مدينة عربين بالغوطة الشرقية حيث لا داعش في حين يصاب بالعمى عن المواقع التي يفترض أنه أتى ليحاربها يتطلب وقبل كل شيء طبيبا للعيون يفحص هؤلاء الطيارين المصابين بالحول ,وربما يكون فحص النظر الأنسب الذي يحتاجه القيصر بوتين وطياريه الأشاوس على يد طبيب عيون متخصص من طراز أخصائي العيون بشار الأسد فدراسته لهذا الطب في بريطانيا حتما ستثمر عن تشخيص جيد.
ما هذا الإرهاب الذي لا يتغير والذي يرفع كل هؤلاء شعار محاربته بدءاً من هولاكو خان والذي أحرق بغداد عن بكرة أبيها , ومرورا بنابليون بونابرت الذي تصنع التأسلم ليبرر احتلاله لمصر, ووصولا للقيصر بوتين الذي ما إن انتهى من التهام القرم, وهي بالمناسبة تعتبر تاريخيا أرضا إسلامية , حتى عاد ليستحضر التاريخ من جديد وبإسم ماذا ؟ محاربة السيد " إرهاب ".
أنهم لا يحاربون الإرهاب يا سادة انما يرفعونه كشعار ليبرروا حملاتهم المقدسة ضد الإسلام .
التاريخ سيلعن هذه اللحظة التي يتطاول فيها الأعداء التاريخيون للإسلام ولا يجدون من يمنعهم من العبث في قلب العالم الإسلامي .