الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون.. أزمة تتفاقم

اللاجئون.. أزمة تتفاقم

21.06.2013
رأي البيان

البيان
الجمعة 21/6/2013
لم يكن التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة حول ارتفاع أعداد اللاجئين حول العالم والذي تجاوز 45 مليوناً العام الماضي مجرد أرقام، فالواقع المرير الذي يعيشه هؤلاء أكبر من أن يوصف بإحصائيات تكتب على صفحات الصحف.
إن أزمة اللاجئين حول العالم أخذت وتيرة تصاعدية غير مسبوقة، فالمعاناة التي يتكبدها هؤلاء ليس فقط في سبيل توفير لقمة العيش اليومية أو مسكن إن لم نقل خيمة تقيهم من حرارة الصيف أو برودة الشتاء فحسب، بل أيضا في المشقة والمخاطر التي يواجهونها من أجل الخروج من بلدانهم إلى دول قد تكون ه ي الأخرى تعاني من أزمات لا تستطيع تأمين مأوى لهم.
ولعل حديث التقرير الأممي على وجود ما لا يقل عن 1.6 مليون لاجئ سوري والذين يتوزعون على 5 دول لدليل آخر على معاناة هؤلاء الباحثين عن الأمن بعد أن اضطروا إلى ترك منازلهم بسبب القتال المتواصل أو الملاحقات الأمنية والاعتقالات العشوائية.
إن مشكلة اللاجئين لا يمكن أن تلقى على عاتق بعض الدول دون سواها فالنازحون قد يختارون الدول المجاورة لبلدانهم نظراً لقربها من أوطانهم، فالسوريون على سبيل المثال يتجهون إلى لبنان أو الأردن أو تركيا نظراً لوجود منافذ حدودية غير أنه من حق الدول المستضيفة أن تحظى بدعم دولي لتأمين حياة هؤلاء النازحين.
لا بد على المجتمع الدولي أن يتحرك كما أنه من الواجب على البرلمانات والحكومات العالمية إقرار مساعدات استثنائية لدعم الضحايا اللاجئين والدول التي تستقبلهم بتكاثف جهود المؤسسات والهيئات الدولية التي تعنى بشؤون اللاجئين، خصوصا التابعة للأمم المتحدة، والتنسيق فيما بينها.
إن إغاثة المجتمع الدولي للنازحين يجب أن يكون ملفا ذا أولوية في سياسة الحكومات لاسيما الغنية نظرا لتداعياته السياسية والاجتماعية والصحية والأمنية على العالم بأسره غير أن بقدر ما يقع على عاتق المجتمع الدولي من مسؤولية اتجاه هؤلاء النازحين فإن من الواجب أيضا أن يقف مجلس الأمن سنداً للمنظمات الإنسانية والإغاثة من خلال اتخاذ قرارات موحدة اتجاه أي نظام يرتكب مجازر في حق شعبه وتغليب مصلحة الإنسان على المصالح الاقتصادية.