الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون الأطفال

اللاجئون الأطفال

19.10.2014
يسرا ناصر مهنا



النهار
السبت 18/10/2014
أتيح لي أن أحضر في الشارقة مؤتمر (الاستثمار في المستقبل) الذي تمحور حول الأطفال اللاجئين من ضحايا الحروب والصراعات التي تفجرت في عدد من الدول العربية في الفترات الأخيرة.
والأطفال باعتبارهم الحلقة الأضعف في كل الصراعات حتى العائلية منها، تصبح تجربة اللجوء والتشرد التي أعقبت غالباً التعرض للترويع والخوف والعنف، تجربة مخيفة لا يحتملها بشر، وكما يقول المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس: (الصراع والنزوح تجربتان مريرتان بالنسبة إلى أيّ شخص ولكن مخاطرهما تكون أشد وقعاً على أولئك الذين لا يمكنهم حماية أنفسهم؛ أي الأطفال، والذين باتوا يشكّلون نصف لاجئي العالم؛ وهو المعدّل الأعلى منذ أكثر من عشر سنوات. ومع كل دقيقة، يضطر طفل آخر، هنا في هذه المنطقة، إلى الفرار من وطنه).
اللاجئون الأطفال فقدوا حياتهم الطبيعية التي كانوا يعيشونها يوماً، بل إن بعضهم فقد أحد والديه أو كليهما وبات بدون معيل أو سند أو مصدر رزق في وحشة الغربة ومرارة اللجوء، وكثيرون منهم تعرضوا لانتهاكات جسدية وأضرار نفسية لا يمكن محوها من ذاكرتهم، فنحن أمام جيل كامل ضاعت حياته واستلبت طفولته.
وكما تحدثت عنهم الملكة رانيا: (حياة صفعتها المآسي؛ وحولت ملاعبهم إلى ساحات تنتهك فيها آدميتهم.. صدمتهم الحياة بقسوتها وإجحافها في حقهم. أثقلت أعوامهم الصغيرة بهموم وتراكمات تركت ندوباً جسدية ونفسية لن تمحى يوماً).
معاناة اللاجئين السوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم من اللاجئين على امتداد وطننا العربي الكبير، لايمكن اختزالها بمؤتمر تحضره شخصيات كبيرة ويعقد في قاعة فخمة، ولا بالكلمات المنمقة للمتحدثين ولا بالأفلام المؤثرة التي عُرضت على هامش المؤتمر وجعلت الدموع تترقرق في مآقي الرجال والنساء، القضية تتطلب حلاً عاجلاً وليس مجرد نوايا حسنة ومساعدات سخية تُقدم لللاجئين، فهولاء يحتاجون للعودة الى ديارهم وبيوتهم ومدارسهم وإلى عوالمهم السابقة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياتهم التي تمزقت على غفلة منهم.
الحل يكمن في الإرادة الدولية والعربية لإنهاء الصراعات الدامية أسوة بمناطق أخرى شهدت صراعات وحروبا أهلية مثل البوسنة والهرسك وكوسوفو وغيرها..
وكما يقول نيلسون مانديلا:
لا يوجد تعبير صادق يعبر عن روح المجتمع أكثر من طريقة معاملته للأطفال.