الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون السوريون إلى مخيمات وإجراءات متشددة في غياب الدعم الأزمة خرجت عن إطارها الإنساني وميقاتي يج

اللاجئون السوريون إلى مخيمات وإجراءات متشددة في غياب الدعم الأزمة خرجت عن إطارها الإنساني وميقاتي يج

26.11.2013
سابين عويس

اللاجئون السوريون إلى مخيمات وإجراءات متشددة في غياب الدعم الأزمة خرجت عن إطارها الإنساني وميقاتي يجول عربياً بحثاً عن حل

النهار
الاثنين 25-11-2013
ما بين الانفجار الكبير الذي حذر منه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم وآمال الفرصة الاخيرة التي عول عليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في كلمته في ذكرى الاستقلال للخروج من حال المراوحة والانتظار في سياق تحذيره هو الآخر من الفراغ الدستوري، لا يبدو في الافق مؤشر ايجابي يحرك الجمود القاتل في المشهد السياسي، بل تبدو البلاد مقبلة على مزيد من المراوحة السياسية معززة بتفلت امني غير مسبوق يملأ فراغ المرحلة الفاصلة عن الاستحقاق الرئاسي في نهاية ايار المقبل.
لا يعول مراقبون ان يفتح كلام سليمان أي ثغرة في جدار الازمة المسدود. ذلك ان الساعة اللبنانية لا تزال مربوطة بالمشهد الإقليمي. وعلى رغم اعلان بنود الاتفاق الأميركي الايراني، يعتقد مراقبون انه لن يؤتي ثماره قبل بضعة أشهر ريثما تتبلور مفاعيله سلبا او ايجاباً وتتبين حقيقة المكاسب والتنازلات التي تمت بين الجانبين وإنعكاساتها على دول المنطقة ولاسيما سوريا ومن بعدها لبنان.
وفي الانتظار، يبقى لبنان رهينة الضغط الإقليمي وتفاعلاته الداخلية.
وعلى رغم انشغال المشهد السياسي بتفجيري الجناح، وعملية لملمة تداعياته وإحتوائها، ظل ملف اللاجئين السوريين يضغط على الداخل خصوصا بعدما فتحت جبهة القلمون حاملة معها موجات كثيفة من النزوح.
قد يكون كلام رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من أنقرة على هذا الموضوع لم يأخذ مداه في الاعلام بفعل الانشغال الرسمي والسياسي بتفجيري الجناح، ولكن ميقاتي أعطى بكلامه بعدا جديدا لأزمة اللجوء أخرجها عن طابعها الإنساني والاجتماعي ليذهب بها بعيدا الى حد التهديد بلجوء لبنان الى إجراءات ترحيل ومنع دخول الى اراضيه اذا اضطره الامر.
هذه هي النتيجة العملية للمقاربة التي تحدث عنها ميقاتي والتي تأخذ في الاعتبار مصالح لبنان وقدراته المالية. وعلمت "النهار" أن رئيس الحكومة المستقيلة الذي أثار هذا الموضوع مع نظيره التركي رجب طيب اردو غان خلال زيارته الرسمية لأنقره نهاية الاسبوع الماضي يعتزم اعتبارا من اليوم القيام بجولة على عدد من الدول العربية والأوروبية من اجل اجراء محادثات ترمي الى استطلاع موقف الدول من التزاماتها المالية حيال لبنان لمساعدته في تخطي ازمة اللاجئين وتحمل اعبائهم، بعدما باتت اكبر من قدرة الخزينة اللبنانية في ظل الشح الذي تعانيه اساسا. وينتظر ان يستهل ميقاتي لقاءاته بزيارة لدولة قطر ومن ثم الكويت، علما ان المملكة العربية السعودية التي زارها رئيس الجمهورية ميشال سليمان أخيرا ليست في برنامج لقاءات ميقاتي.
ويأتي تحرك ميقاتي بعدما لمس لبنان ان الالتزام الدولي يقتصر على الوعود ولا يترجم دعما ماليا يساعد لبنان في تخطي هذه المحنة.
وقالت مصادر مواكبة لبرنامج زياراته ان لبنان لم يعد قادرا على مقاربة الملف السوري من الجانب الإنساني، وان المساعدة الدولية المطلوبة لم تعد تقتصر على طلب المال لتأمين حاجات اللاجئين بل تتطلب مقاربة سياسية بعدما باتت الازمة سياسية بإمتياز. وهذا يستلزم في رأي المصادر ضغطاً دولياً في اتجاه تأمين وقف اطلاق نار وممرات إنسانية للاجئين.
وقالت المصادر ان ميقاتي يعتزم بعد لقاءاته الاعلان عن اجراءات سيتخذها لبنان لوقف الطوفان البشري اليه من ضمن مجموعة من الأفكار والاقتراحات يجري درسها حاليا، ومنها:
- اقامة مخيمات تكون بمثابة مراكز ايواء موقتة على الحدود.
- التشدد والتضييق أكثر على العابرين، والتأكد من مطابقة شروط اللجوء عليهم، واستبعاد كل من لا تنطبق عليه الشروط.
- السعي الى توفير ممرات آمنة تسهل عودة اللاجئين الى مدنهم وقراهم.
- اعادة النظر في برنامج المساعدات التي تقدمها الدولة من حساب الخزينة.