الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون السوريون حتى لا يختلط العمل الصالح بالسيئ

اللاجئون السوريون حتى لا يختلط العمل الصالح بالسيئ

01.08.2013
نصوح المجالي

الراي الاردنية
الخميس 1/8/2013
يصف الله تعالى الاخسرين اعمالا، بانهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يُحسنون صنعا ومَثَلُهُم من يخلط عملا صالحا بعمل سيئ فتذهب السيئات بالحسنات.
ونحن في الاردن رغم شح مواردنا وامكاناتنا قياسا بغيرنا، الا ان عزيمة شعبنا وروحه القومية وانسانيته كانت بسعة الامة، لم يكن الاردن يوما الا عضوا حيا في جسد الامة اينما اصابها الالم تنادى لها بالسهر والحمى، فالوطن الاردني وسع كثيرين في زمن الشدة تقاسم الحلوة والمرة مع شعب فلسطين وما يزال واحتضن الكثيرين ممن اصابهم الضُر من بلاد الشام في القرن الماضي وكان الاردن بلسما لمن لجأوا اليه من لبنان ابان الحرب اللبنانية الاهلية وكان ملاذا لمن هاجروا او فروا من العراق بعد الاحتلال عام 2003 وما زال ملاذا للكثيرين القادمين من نيران الحقد الطائفي وحرب الميليشيات التي لا تنتهي في العراق وفي ساحته ما يزيد على نصف مليون عامل مصري يرعاهم بما يرضي الله.
ورغم ما اصاب الاردن من ازمات اقتصادية وضيق بسبب اضطراب الاقليم لم يغلق حدوده ولا ابوابه على اخوته الفارين من سوريا هربا من أتون الحرب والدمار فهناك على الاقل مليون سوري بين مقيم في المدن ومقيم في المخيمات نقتسم معهم القليل الذي بين ايدينا من اسباب العيش، والاعمال ونوفر لهم اقصى ما نستطيع من خدمات الصحة والتعليم والرعاية والحماية، وذلك حق لابناء الامة في رقاب العرب الشرفاء اينما كان العرب بغض النظر عن المواقف السياسية وصراعات الانظمة.
ولاهل سوريا بكل اقطارها حق الجوار الاقرب وحق الانتماء لجغرافيا واحدة هي سوريا الكبرى التي كنا فيها حتى مطلع القرن الماضي وحتى تقسيم العالم العربي باتفاقية سايكس بيكو وطنا وتابعية سياسية واحدة امتزجت فيها الدماء والعائلات على امتداد العصور وجمعها تاريخ واديان خرجت من مشكاة ومن ارض واحدة تدين لرب واحد، وفيها تراث ايماني متصل من ابراهيم الى عيسى الى محمد عليهم الصلاة والسلام.
ما قادني الى هذه المقدمة ان ما تفعله دولتنا وما يتحمله شعبنا في هذه الظروف عمل نبيل صالح لا يطلب الاردن عليه اجرا ويحتسبه عند الله والامة فمن اعاننا فيه كان مشكورا ومن احجم لا دالة لنا عليه الا الدعاء بان يصلح الله الامة.
لكن عملنا الصالح هذا يشوبه عبث واستغلال من فئات طفيلية او مستغلة محدودة تسيء لعملنا الصالح ليطفو العبث السيء على الوجه الصالح ويسيء اليه.
نسمع في الانباء كل يوم وفي التقارير الدولية ان هناك استغلالا للاطفال ومتاجرة بالفتيات القصر واستغلال لفئات قد يدفعها العوز الى ذلك ويُذكر مخيم الزعتري دائما في سياق الحديث.
 انه العمل الصالح الذي يقوم به شعبنا ويسيء اليه العبث السيئ الذي يقوم به نفر من المستغلين والفاسدين.
تستطيع السلطات الاردنية ان تضع حدا لكل ذلك وان تضبط قناة الزواج في المخيمات من خلال لجان مشتركة من اهالي المخيمات وسلطات المخيم وبمشاركة القضاء الشرعي واتخاذ اجراءات حازمة حتى لا يتحول الامر الى تجارة محرمة، وحتى لا تبقى التقارير الدولية والفضائيات تسلخنا صباح مساء بألسنة حداد، في امر لا تقبله دولتنا ولا شعبنا ولا اخلاقنا وحتى لا يذهب العمل الصالح بجريرة العمل السيئ.
اللاجئون العرب لبلدنا من اهلنا، وكرامتهم من كرامتنا، واللاجئون السوريون ضيوف في بلدنا حتى يأذن الله بعبور سوريا وشعبها هذه الفتنة الطاحنة، التي تهب رياحها على سوريا والمنطقة من كل صوب.