الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون السوريون والتقاعس الدولي

اللاجئون السوريون والتقاعس الدولي

15.04.2014
رأي البيان


البيان
الاثنين 14/4/2014   
في ظل الحرب الطاحنة في سوريا، وما ينتج عنها من دمار حقيقي مس البشر والحجر والشجر، يبدو أن المجتمع الدولي يتناسى المشكلة في هذا البلد المهم، أو أنه حقيقة فشل في محاولة إيجاد مخرج للوضع المأساوي، خاصة في ما يخص الوضع الإنساني ومشكلة اللاجئين.
وبغض النظر عن الدور السياسي والأمني المطلوب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حيال سوريا، فإن غياب أو ضعف الدور الإنساني هو في النهاية نتيجة فشل على المستويين السياسي والعسكري، رغم التزام المجتمع الدولي علنياً بمساعدة ملايين اللاجئين السوريين، خاصة أن نقص تمويل احتياجاتهم مع استمرار تدفق المزيد منهم إلى دول الجوار، أديا إلى تفاقم الوضع وتباعد الأمل في العودة إلى بلادهم، مع ما يشكله ذلك من تهديد لاستقرار وأمن الدول المضيفة.
فإضافة إلى أن هناك نحو 10 ملايين سوري لاجئين أو نازحين بحاجة إلى المساعدات، فإن الحرب الدائرة تجبر 120 ألف شخص على الفرار من البلاد كل شهر، حسب الأمم المتحدة، وتخلق هذه الأعداد الهائلة من اللاجئين مزيداً من التوترات داخل الدول المضيفة وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وفي ظل هذه الأوضاع الإنسانية المأساوية، وما يترتب عليها من مخاطر أمنية واجتماعية وصحية في المنطقة، فإن من المعيب أن يستمر فشل المجتمع الدولي في الالتزام بتعهداته، إذ لم يقدم حتى الآن سوى خمس تلك التعهدات بمنح 6.5 مليارات دولار لمساعدة اللاجئين.
ومع الجزم بأنه لا حل عسكرياً للصراع في سوريا، فإن المجتمع الدولي يجب عليه التحرك سريعاً بشكل جدي، لمساعدة السوريين على إيجاد حل سياسي للأزمة في بلادهم، والعمل الإنساني السريع لتخفيف المعاناة عنهم، لا سيما أن استمرار الوضع الراهن ستكون له آثار بعيدة المدى، إذ سيؤدي إلى خلق جيل عانى ظروفاً إنسانية قاهرة، ومعرض للكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية التي تنعكس سلباً على مستقبل النسيج الاجتماعي للشعب السوري، وحتماً على الدول المضيفة للاجئين السوريين وعلى المنطقة كلها.