الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون السوريون في أوروبا والعرب يتفرجون

اللاجئون السوريون في أوروبا والعرب يتفرجون

09.09.2015
د. محمد صالح المسفر



الشرق القطرية
الثلاثاء 8/9/2015
تجتاح أوروبا جحافل من الشعب السوري هروبا من بطش الحاكم العربي بشار الأسد، الذي يصر على البقاء في الحكم حتى ولو رحل الشعب عن الأرض السورية، أو أبيد عن بكرة أبيه بكل أنواع الأسلحة.
يقول بشار في مجالسه: من لا يريد أن أحكمه فعليه الرحيل من البلاد أو سيواجه الموت، ومن السهل عليه أن يستبدل شعبا من خارج الحدود بدلا عن من رحل أو قتل، والنموذج بين أيدينا محاولات الإحلال في الزبداني ومناطق أخرى من سوريا.
(2)
القيادات السياسية في أوروبا بكل أحزابها، ومؤسسات المجتمع المدني، تعاطفت مع اللاجئين السوريين، وراح البعض منهم يدعو إلى القبول بتوزيع هذه الجحافل الشاردة من الموت في سورية الحبيبة بين دول الاتحاد الأوروبي. حتى فنزويلا والأرجنتين وكندا وأستراليا تعاطفوا ورحبوا بمن يستطيع الوصول إليهم، إلاّ العالم العربي، فلم نسمع رأي الجنرال السيسي، حاكم أكبر دولة عربية عما يجري للشعب السوري على يد حكامه الطغاة، ولو كلمة واحدة عن هذه المصيبة التي حلت بالإنسان السوري، بل راح يمد النظام القبيح في دمشق بالسلاح والتأييد السياسي، ولم نسمع من جامعة الدول العربية ولا كلمة واحدة، وكان من المفروض توجيه دعوة عاجلة لانعقاد قمة عربية أو اجتماع عاجل لوزراء داخلية دول الجامعة لوضع حلول تنقذ الإنسان السوري من الهلاك، لم تحاول منظمة التعاون الإسلامي توجيه دعوة لاجتماع طارئ لوزراء خارجية المنظمة لإيجاد مخرج من هذه المأساة الإنسانية التي يتعرض لها السوريون المسلمون والمسيحيون على يد نظام بشار الأسد وعصاباته، لم نسمع موقف دول مجلس التعاون الخليجي من هذه الكارثة الإنسانية. إنه حقا عصر المذلة للإنسان العربي.
(3)
كنت أتمنى أن تطلب دول الجامعة العربية انعقاد قمة عاجلة تجمع زعماء أوروبا والقادة العرب لإيجاد حل يحمي أوروبا من تدافع اللاجئين إليها ويحمي اللاجئين من عناء الغربة والابتعاد عن الوطن، وأن يكون مشروع القرار العربي مقدما للقمة المقترحة المطالبة بفرض حظر جوي يشمل الشمال السوري الواقع بين تركيا وسورية، وآخر جنوبا مع الحدود السورية الأردنية، على أن يقيم اللاجئون والنازحون السوريون في هذه المناطق، وتقوم دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي بتمويل إقامة هذه الملاذات الآمنة وحمايتها من أي تدخل عسكري من قبل النظام القائم في دمشق أو العصابات المسلحة التي استقدمها بشار الأسد من خارج الحدود.
هناك سابقة أرستها دول مجلس التعاون والجامعة العربية عام 1991 عندما دعت لتحالف دولي لحماية الشعب الكويتي من الاحتلال العراقي، وكذلك المطالبة بفرض حظر جوي لحماية جنوب العراق وشماله من أي أعمال عسكرية يقوم بها نظام الرئيس صدام حسين وكان لهم ما أرادوا. إن ما يتعرض له الشعب السوري اليوم على يد حكومته لا يقل خطورة عما حدث للكويت في مطلع تسعينيات القرن الماضي، أنه يتعرض لإبادة جماعية، وسياسة استبدال ممنهجة لتكون الغلبة في هذه الحالة للقوى المستوردة، كان واجب الحكام العرب القيام بعمل فعال تجاه الشعب السوري لحمايته من بطش النظام ومليشياته من المرتزقة المستوردين من خارج القطر السوري.
والحق، إنه لم يفت الوقت بعد لمثل هذا الإجراء، أي الدعوة إلى قمة أوروبية عربية، وإذا كانت جامعة الدول العربية لن تقوم بمثل هذه الدعوة نظرا لأن أمينها العام موظفا في وزارة الخارجية المصرية فقد لا يستطيع القيام بهذه الدعوة، ومن هنا على دول مجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي الدعوة إلى ذلك المؤتمر، ومن ثم الدعوة إلى قوة عسكرية أوروبية للمشاركة مع قوات دول مجلس التعاون وقوات من منظمة التعاون الإسلامي لحماية الشعب السوري من الإبادة الجماعية والتهجير القسري إلى خارج الحدود.
آخر القول: إذا أردتم القضاء على الإرهاب ومنظماته فعليكم القضاء على حكم بشار الأسد في دمشق، والقضاء على دولة حزب الدعوة في بغداد والنظام الطائفي في العراق عامة.