الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون السوريون في لبنان

اللاجئون السوريون في لبنان

22.05.2014
رأي البيان


البيان
الاربعاء 21/5/2014   
تتفاقم مشكلة اللاجئين السوريين في دول الجوار مع طول مدة الأزمة في سوريا، وغياب أي أفق لحل ممكن. وينظر لبنان بعين القلق إلى تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه، في ظل غياب تنظيم آليات التعامل الدولية، الأمر الذي يخلق أعباء على كل من الدولة اللبنانية، واللاجئين الذين يجدون أنفسهم في بيئة، باتت قلقة من وجودهم.
مما لا شك فيه أن خيار اللجوء ليس إلا قراراً اضطرارياً للسوريين، يهربون من خلاله من الموت المحتم، ويترتب على ذلك واجبات لدى الدولة المضيفة، هذا الواقع خلق ردّات فعل مبالغ فيها في بعض الأحيان عن التهديد، الذي يشكله اللاجئون أو دورهم المزعوم مستقبلاً على التوازنات الطائفية، والديموغرافية في لبنان.
إلا أنه يجب عدم إغفال أن الدولة اللبنانية تجد نفسها أمام تحدي أعباء اللجوء السوري الضخم، حيث بلغ عددهم مليوناً، بمعدل 11 ألفا كل أسبوع خلال الشهر الماضي.
ويبدو لبنان في ذيل قائمة الدول التي تتلقى المساعدات الخاصة بالتعامل مع اللاجئين السوريين، وباتت الحكومة تبحث عن وسائل لإعادة قسم منهم إلى مناطقهم في ظل وجود ما بين 700 و900 مخيم عشوائي منتشر على الأراضي اللبنانية، وهي مخيمات تضم 17 في المئة من النازحين.
فيما يقيم بقية السوريين في المدن والمناطق قوة عاملة ومنتجة، وكان لهذا الانخراط في سوق العمل اللبناني آثار في تدني الأجور، وارتفاع الأسعار.
هذه التحديات تفرض على المجتمع الدولي تحمل أعباء إضافية لتخفيف التكاليف على الدولة والمجتمع في الدول المستضيفة، وعلى اللاجئين الذين يضطرون إلى العمل والسكن في ظروف لاإنسانية، فإذا كان التقاعس الدولي يترك الملف السوري بلا حل، فعلى الأقل معالجة تداعيات هذا التقاعس في دول الجوار، تفادياً لموجة جديدة من الأزمات الاجتماعية، التي قد تكون لها آثار سلبية بعيدة المدى.