الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاجئون في الانتخابات الأميركية

اللاجئون في الانتخابات الأميركية

19.09.2015
هشام ملحم



النهار
الخميس 17/9/2015
قرر الرئيس باراك أوباما الاسبوع الماضي، تحت الضغط الاخلاقي لمأساة اللاجئين السوريين الذين يسعون الى استيطان أوروبا، فتح أبواب اميركا لعشرة آلاف لاجئ سوري السنة المقبلة. هذا القرار ذكّر العالم بان واشنطن قد سمحت بدخول اقل من الفي لاجئ سوري منذ بدء الحرب. لأميركا، وهي دولة مهاجرين، سجل معقد في مجال الهجرة وحق اللجوء، كانت تتحكم فيه الاعتبارات الاقتصادية، مثل الرغبة في جذب العمالة الرخيصة خلال فترات النمو الاقتصادي، والمخاوف من قبول مهاجرين من دول اقل تقدما بما فيها دول اوروبية مثل ايرلندا وايطاليا. وساهمت المشاعر العنصرية، في أكثر من مناسبة الى إقرار قوانين تستبعد فئات معينة من المهاجرين او تفرض "كوتا"
 
لتقييد اعدادهم. احد هذه القوانين في 1924 قيّد عدد المهاجرين من جنوب اوروبا وشرقها، ومن أفريقيا والدول العربية.
وقبل 1980 لم تكن هناك قوانين في شأن قبول اللاجئين الهاربين من الاضطهاد السياسي، وكان سجل اميركا في هذا المجال ايضا حافلاً بالتناقضات. فالولايات المتحدة قبلت فقط بدخول 21 الف لاجئ يهودي من اوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. لا بل انها رفضت السماح لسفينة تحمل 936 لاجئا يهوديا في 1939 بأن ترسو في أي ميناء بأمر من الرئيس فرانكلين روزفلت. وانتفاضة المجر على السوفيات في 1956 دفعت عشرات الآلاف من المجريين الى الهروب الى الدول المجاورة. عندها أمر الرئيس دوايت ايزنهاور بنقل 15 الف لاجئ مجري من النمسا والمانيا للاقامة في اميركا. (ربما يجب تذكير المجريين الذين يرفضون مساعدة اللاجئين السوريين، بأنهم كانوا لاجئين ذات يوم).
اللجنة الدولية لإنقاذ اللاجئين أوصت اميركا باستقبال 65 الف لاجئ سوري، وهو عدد دعا بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الديموقراطيين الى قبوله. وبلغت قيمة المساعدات الانسانية الاميركية للاجئين السوريين حتى الآن أربعة مليارات دولار. المرشحون الجمهوريون للرئاسة منقسمون بين مؤيد ورافض لقبول أي لاجئين سوريين. المرشح المتقدم دونالد ترامب متقلب في هذا الشأن، وليس له موقف نهائي وواضح. السناتور ماركو روبيو (متحدر من عائلة لجأت من كوبا) يتخوف من تسلل عناصر ارهابية مع اللاجئين، بينما يرى السناتور تيد كروز انه من الافضل بقاء اللاجئين قرب سوريا، ولكن السناتور ليندسي غراهام دعا اميركا لان تأخذ حصتها من اللاجئين السوريين. المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون تحدثت في العموميات ودعت الى جهد دولي، لكنها لم تقترح قبول عدد معين من اللاجئين. لذا فان المخاوف الامنية المبالغ فيها، والمواقف العدائية للمهاجرين غير الموثقين التي يعكسها ترامب سوف تمنع أي نقاش عقلاني او انساني لهذه المأساة.