الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللاحرب واللاسلم في سورية خطر على أميركا

اللاحرب واللاسلم في سورية خطر على أميركا

22.10.2015
ديمتري سيمنيس


  
الوطن السعودية
الاربعاء 21/10/2015
موقف إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجاه الأزمة السورية، والذي يعتمد استراتيجية "اللاحرب واللاسلم"، هو الأكثر خطورة من بين السياسات التي اعتمدتها الولايات المتحدة تجاه التحديات الخارجية.
وبالتالي، ستؤثر هذه الاستراتيجية التي تتأرجح بين حالة من عدم الحرب وعدم السلم، في الرسائل التي يتلقاها حلفاء أميركا، فضلا عما سيفهمه الجانب الروسي الذي يتسم بانعدام المرونة. ومن ثم فإن هذا سيشجع على مزيد من الإصرار على تحدي أميركا، في الوقت الذي تعصف فيه الحرب الأهلية بسورية ويسطر فيه تنظيم داعش على أراض واسعة.
ينبغي على أميركا أن تكون أكثر حزما في سياستها تجاه الأزمة السورية، خاصة بعد الضربات الجوية الروسية، حيث إن الاستراتيجية الأميركية الحالية في سورية في جوهرها تُعدّ سلبية بشكل كبير، ولذا فإن على واشنطن أن تحدد أهدافها الراسخة في سورية.
إن الحاجة إلى محاربة تنظيم داعش و"جبهة النصرة" واحدة من الأسباب التي أدت إلى أن تفضل إدارة أوباما ومعظم خبراء السياسة الخارجية تجنب تفكيك الحكومة السورية والجيش السوري، لكنه ليس الخيار الأمثل للتعاطي مع الأزمة السورية في ظل التدخل الروسي العسكري.
وتُعد الضربات الروسية على المجموعات المدربة أو المدعومة من قبل أميركا ضربة لمكانة الولايات المتحدة ولسياستها التي بدت غائبة أو غير فاعلة في مثل هذه الهجمات.
من المشكوك فيه قدرة روسيا في القضاء على تنظيم داعش، أو التوصل إلى تسوية سياسية دولية دون الحاجة إلى التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وتعتبر هذه نقطة ضعف في الجانب الروسي، ينبغي على أميركا استغلالها لمصلحتها، من خلال توسيع ما أطلق عليه "المساعدة الحكيمة" لقوات المعارضة المعتدلة، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات وليس صواريخ مضادة للطائرات.
الوجود العسكري الروسي في سورية واعتماد بشار الأسد المتزايد على موسكو قد يقدم لروسيا نفوذا لم يسبق له مثيل على الأسد والحكومة السورية في السعي إلى المفاوضات، خاصة إذا كانت روسيا تسعى إلى التعاون مع الولايات المتحدة في هذا الجانب، فإن هذا سيمنح واشنطن وحلفاؤها عددا من البطاقات الرابحة من الروس، ومن هنا ينبغي القيام بذلك بطرق تعكس مصالح الولايات المتحدة، دون التضحية بأي من الأولويات الأميركية الأساسية.