الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اللبنانيون أدرى بشؤونهم من "الأسد"

اللبنانيون أدرى بشؤونهم من "الأسد"

16.03.2014
الوطن السعودية


السبت 15/3/2014
يبدو أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يستوعب ـ حتى الآن ـ المتغيرات الإقليمية، ولم يدرك أن العزف على الأوتار المهترئة القديمة لم يعد يجدي، وأن زمن فرض الوصايات الإقليمية قد ولى إلى غير رجعة.
فيما يتشرد السوريون، وبعد أربع سنوات من ممارسة القتل والدمار، وبعد أكثر من 146 ألف قتيل، يخرج "الأسد"، في حوار مع إحدى صحف نظامه، ليتوقع هوية رئيس الجمهورية اللبنانية الجديد، بل ويحاول اختيار الرئيس القادم، وكأن بلاده مستقرة إلى الحد الذي يجعله يحلل قضايا الآخرين، ويتحدث عنهم من برج "الراعي"، بينما هو أحوج إلى "رعاية" بلاده، التي لم يحسن أن يحمي منها سوى أزلام نظامه.
لم يستوعب "الأسد" أن اللبنانيين الذين أصروا على خروج الجيش السوري من لبنان في 2005، لن يعودوا إلى وصاية جديدة شبيهة بالاستعمار، بعد أن اختارت القوى السياسية والشعبية استقلال بلادها، وأدركت أن "داءها" العضال ناجم عن "الأوصياء" من العرب المجاورين، والعجم الطامعين.
ولم يدرك "الأسد" أن رأيه لم يعد مقبولا في الشأن السوري نفسه، فكيف يكون مقبولا في الشأن اللبناني، ومن لم يستطع أن يتجاوز أزمة بلاده إلا بالحديد والنار، فإنه عن حل أزمات الآخرين أشد عجزا.
تصريحات الأسد أثارت غضبا كبيرا في أوساط السياسيين اللبنانيين الوطنيين، وبخاصة المنتمين إلى كتلة المستقبل، من المؤمنين بأن النظام الحاكم في سورية يكيد للبنان منذ عشرات السنين، إذ قال النائب السابق للكتلة مصطفى علوش: "الأسد في حالة هذيان، ويظن أنه يستطيع إبداء رأيه حول الوضع في لبنان، في حين أن رأيه في سورية نفسها قد سقط"، وهو قول منطقي، بالرغم من لغته "المسفّهة"، إذ كيف يمكن للأسد أن يتجاوز حدود بلاده إلى بلاد أخرى، ويحلل ويعلل ويستشرف، بينما هو غارق إلى أعلى شعرات رأسه في أزمته التي تتفاقم إنسانيا، وتُسد سياسيا، وتتعقد ميدانيا، إلى الحد الذي قد تمتد معه إلى عشرات السنين كما يرى بعض المراقبين؟!
مطالبة رئيس حزب الوطنيين الأحرار اللبناني دوري شمعون، "الأسد" بعدم التدخل في شؤون بلاده، تلخص الكثير من الأقوال حين قال: "فليعمل الأسد لأجل مصلحة السوريين وأن يتوقف عن ذبحهم، بدلاً عن أن يتدخل فيما لا يعنيه".