الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المأزق السوري.. والفراغ الأميركي

المأزق السوري.. والفراغ الأميركي

24.06.2013
جيم هوجلاند

الاتحاد
الاثنين 24/6/2013
«لا يمكنكم مطالبة المعارضة بالحضور إلى مؤتمر سلام إذا كانت ميتة... فهي تحتاج لأسلحة للبقاء على قيد الحياة، وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت ستحصل على ما تريد، أم لا».
كان هذا ما قاله لي وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس» الذي لم يخف تشاؤمه حول الفرص الآفلة لقوات المعارضة السورية المسلحة، عندما سألته مؤخراً عن مؤتمر جنيف الذي ما زال أوباما يصر على أنه يمثل فرصة جيدة للتوصل لحل لإنهاء الحرب الطائفية الدامية المشتعلة الآن في سوريا
وخلال الحوار الذي أجريته معه، واستغرق ساعة، عبّر فابيوس عن قلقه العميق بشأن غياب قيادة قوية في الغرب، كما عبرت شخصيات بارزة في حكومة الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند» الاشتراكية عن مخاوف حقيقية حول فقدان الولايات المتحدة لمصداقيتها في سوريا، واحتمال أن يؤدي ذلك لتشجيع إيران على مواصلة سعيها الحثيث للحصول على أسلحة نووية.
وهذا القلق الأساسي بشأن الانتشار النووي وإيران -التي تعتبر حليف الأسد في ميدان المعركة- يساعد على شرح أسباب الجهود الفرنسية لتوفير دعم خارجي أكثر قوة للمعارضة السورية، حتى إذا ما استلزم ذلك الضغط على واشنطن في بعض الأحيان. ولعلنا نتذكر في هذا السياق، في معرض إثبات صحة النقطة الأخيرة الخاصة بالضغط على واشنطن، أن الولايات المتحدة لم تتعهد بإرسال أسلحة غير محددة للمعارضة إلا بعد أن تحدث فابيوس علناً عن توافر مؤشرات لفرنسا على أن النظام السوري قد استخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه.
وهناك أيضاً أنباء موثوق بها تفيد بأن فرنسا تحث أوباما على سرعة إرسال أسلحة مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات للمعارضة السورية للحيلولة دون سقوطها عسكرياً
ولكن المسؤولين الفرنسيين الذين تحدثت معهم يقولون إنهم لا يرون مؤشراً على أنه هناك سلسلة إمداد فعالة للمعارضة السورية يتم تأسيسها في الوقت الراهن. وهم يتذكرون أن وزارة الخارجية الأميركية ومسؤولين كبارا في البنتاجون قد أكدوا للندن وباريس بشكل مستتر في أكتوبر الماضي، أن المقاتلين السوريين سيحصلون على أسلحة أميركية، وذلك قبل أن يتراجع أوباما، وعلى نحو مفاجئ، عن كل تلك التعهدات. وكان تقديم تلك الأسلحة في ذلك الوقت كفيلاً بتهيئة المسرح لمؤتمر جنيف الذي يبدو الآن أن الأحداث في المنطقة قد تجاوزته.
وكل ما أخشاه أن يكون أوباما قد سقط في الفخ الذي يسقط فيه عادة كل رئيس أميركي يتحول إلى بطة عرجاء في فترة ولايته الثانية. ففي الوقت الراهن يصر الرئيس وصائغ عباراته المفضل مستشاره للأمن القومي «بن رودس» على أن يرددا بعبارات قاطعة أن أوباما قد نجح في انتشال الولايات المتحدة من حربين في الشرق الأوسط، ولا يود التورط في ثالثة.
وأوباما كما أظن ليس بالقائد الذي يجب أن يكون راضياً بأن يحكم عليه التاريخ بأنه قائد نظر إلى حمام الدم في سوريا، وقال إن إيقافه «أمر صعب للغاية».