الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المأساة السورية تستصرخ الضمائر النائمة!

المأساة السورية تستصرخ الضمائر النائمة!

11.05.2014
بقلم "نون..."


بقلم "نون..."
اللواء
السبت 10/5/2014
موجة التقتيل والتدمير المتنقلة بين المناطق والمدن السورية، تُدمي القلوب، وتستصرخ أصحاب الضمائر الحيّة للتحرّك لوقف هذه المجازر التي لا ترحم لا بشراً ولا حجراً.
مناظر الخراب والدمار لأسواق حلب وحمص القديمة، وعمليات النسف والنهب لأعرق الآثار التاريخية، تدل على مدى تفاقم مشاعر الحقد والكراهية بين الأطراف المتصارعة، والتي تفلتت من كل القيود الإنسانية والوطنية، وحتى الدينية.
لن يخرج أحد من الحرب السورية منتصراً، لا النظام الذي يدكّ المدن والأحياء العامرة بالبراميل المتفجرة بلا هوادة، ولا الجيش الحر الذي لم تستطع المعارضة السياسية تحويله إلى عمود فقري لقوات الثورة، فكان أن تحوّل إلى أضعف الميليشيات على الساحة السورية!
أما المنظمات الجهادية التي غرقت في دماء معاركها الجانبية في ما بينها، فقد أضاعت بوصلة المواجهة مع النظام، واستنزفت قدراتها في معارك المطاردات والتصفيات بين أجنحتها، وارتكبت من الأخطاء في إدارة المناطق التي تسيطر عليها، ما جعل الناس تنفر من سلطتها وممارساتها، وتترحّم على أيام النظام، رغم كل ما كانت تحفل به من أساليب الأجهزة في القمع وكتم الأنفاس والاعتقال العشوائي.
ما يجري في سوريا ضد البشر والحجر، هو بمستوى الجرائم البشعة ضد الإنسانية، ويتحمل قادة ما يسمى ب"المجتمع الدولي" الجزء الأكبر من مسؤولية هذه الجرائم ضد المواطنين الأبرياء، والآثار التاريخية، لعدم تحرّكهم الفاعل في وقف مجازر القتل والتدمير والتهجير، كما فعلوا في مناطق أخرى من العالم!
ألا يكفي سقوط نصف مليون سوري بين قتيل وجريح، وتهجير أكثر من ثمانية ملايين مواطن داخل سوريا وخارجها، لإيقاظ الضمائر النائمة والتحرّك لإطفاء نيران هذه الحرب المدمرة؟