الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المالكي لا يعرف من استخدم السلاح الكيماوي في سوريا؟

المالكي لا يعرف من استخدم السلاح الكيماوي في سوريا؟

31.08.2013
داود البصري


 الشرق القطرية
الجمعة 30/8/2013
في تصرف يعكس أجواء رعب أهل المنطقة الخضراء من نتائج إسقاط النظام السوري المجرم وما سوف يتبع ذلك من انكشاف وفضح لملفات ووثائق المخابرات السورية والتي ستفتح سجلات تاريخية واسعة جدا من فضائح الطائفيين والإرهابيين والقتلة الذين تحولوا لحكام في شرقنا المتوتر! تحدث نوري المالكي بلغته الخشبية المعروفة وبأسلوبه القصديري المتجهم وأشار لجملة من القضايا لفتت الانتباه منها عبارته بالمطالبة بالبحث عمن استخدم السلاح الكيماوي في غوطة دمشق!! يا ضنايا.. إنه لا يعرف كما لا تعرف المخابرات الإيرانية من هو الطرف الذي استعمل ذلك السلاح؟ نوري المالكي وهو يرتعب وترتعد أوصاله رغم أنه القائد العام للميليشيات العراقية المسلحة لا يعرف من استخدم السلاح الكيماوي القذر في غوطة دمشق وقبلها في مواقع سورية أخرى؟ وكانت في ثنايا كلمات المالكي اتهامات واضحة للمعارضة السورية ولفصائل وكتائب الجيش السوري الحر بأنها هي من تقف خلف استعمال السلاح الكيماوي ضد شعبها وجماهيرها وحواضنها الشعبية!! وهو نفس الاتهام الغبي والساذج الذي أعلنه إعلام نظام بشار أسد؟ في خلط واضح للأوراق وإلقاء مسؤوليتها على الآخرين ضمن مسلسل الفبركة والهذيان البعثية المعروفة والموثقة تاريخيا!!، من الواضح أنه في ظل قيادة نوري المالكي للملف العسكري والأمني في العراق فإن تدهورا كبيرا سيكون قادما خصوصا بعد إدخال النظام الإيراني لمئات من العناصر العسكرية والميليشيات الطائفية المدربة للعمق العراقي كما قام الإيرانيون بإدخال مئات العناصر من جماعة القاعدة التي تتعامل معها قيادة الحرس الثوري للعراق لكي تفتح فصلا جديدا من المذابح الطائفية القذرة في العراق؟ كل المؤشرات تؤكد بأن الرد الإيراني على الضربة الدولية للنظام السوري ستكون في العراق تحديدا! ولعل تصاعد العنف والتفخيخ والقتل في بغداد مؤخرا رغم كل الاحتياطيات الأمنية الحكومية ليس سوى الإرهاصة الأولى في المخطط التفجيري الكبير القادم والمهيأ سلفا في برنامج عمل المخابرات الإيرانية ضمن مجال عملها الحيوي في العراق، أما رعب المالكي وحكومته مما سيطرأ في دمشق في حال تطور الموقف الدولي من مجرد ضربة تأديبية للنظام لعملية اكتساح وإسقاط نهائية، فقد دفعه للهذيان بأقاويل وأحاديث غير مترابطة ومفككة تفضح ارتباطاته المصيرية بالتحالف الإيراني/ السوري، وترسخ من قاعدة التواطؤ التام مع نظام دمشق من خلال عمليات الدعم اللوجستي والاقتصادي الكبير التي لم تمنع المحظور ولم توفر حصانة ولا ضمانة ولا مناعة للنظام السوري المتهاوي، نوري المالكي ويا لغرابة الأيام يرفض أي تدخل دولي عسكري لإسقاط نظام دمشق معتبرا ذلك بمثابة كارثة!! متناسيا بأن نفس التدخل الدولي المكروه اليوم في دمشق قد حدث في بغداد قبل عشرة أعوام ونيف من الشهور وأنه لولا ذلك التدخل ما كان ممكنا للمالكي ولجماعته التحول من حارس حسينية (الحجيرة) ووكيل لفرع المخابرات 279 السوري إلى مرتبة رئيس وزراء العراق والقائد العام لقواته المسلحة!! فكيف يرفض المالكي عملية كانت هي السبب في نشوئه وارتقائه وتحوله لباشا من باشوات الشرق القديم في طفرة جينية نادرة في علم الأحياء وفي عالم الحيوان أيضا؟ وكيف لا يعرف المالكي هوية من أطلق السلاح الكيماوي وسبق لنظام البعث العراقي أن استمل نفس السلاح في حلبجة الكردية عام 1988!! كما سبق للجيش الإيراني استخدامه أيضا في إحدى معارك الحرب مع العراق!!، أليس استعمال السلاح الكيماوي هو جزء مركزي وفاعل من خطة القيادة السورية في تنفيذ شعار (الأسد أو نحرق البلد)!! وهي نفس خطة النظام العراقي السابق التي كانت تقول: (من يفكر بأخذ العراق منا سنسلمه العراق أرضا من دون شعب)!! والمالكي يعرف هذه الحقائق جيدا ولكنه يتعامى عن رؤيتها أو الاقتراب من حافاتها تنفيذا وطاعة للأجندة الإيرانية الإرهابية المعروفة، ألم يسأل المالكي نفسه وهو أحد جنرالات حزب الدعوة المتخصصين والعاملين في ملفات الإرهاب الدولي بأنه لو كانت المعارضة السورية تمتلك السلاح الكيماوي ووسائل إطلاقه فلماذا لم تستعمله في موقعة القصير أو معارك السيدة زينب بريف دمشق!!؟ ولماذا لا تستعمله لإبادة عصابات حزب نصر الله أو عصابات أبو الفضل الخباز أو العصائب الإرهابية أو جيش المختار أو المهدي.. إلخ؟. بكل تأكيد الجواب الحقيقي لهوية مستعمل السلاح الكيمياوي السوري في حوزة نوري المالكي! ولكنها إملاءات السادة في طهران، وهو لا يمتلك في النهاية خيار الانفصال عنهم لأن الثمن سيكون غاليا جدا!!.. أعتقد أن اللعبة الإقليمية قد وصلت لنهايتها، وأن أيادي الشعب السوري الحر هي من ستقرر في النهاية مصير النظام السوري، وهي التي ستعاقب من ارتكب الجريمة وستلقن دروسا تاريخية لكل المتواطئين والمتورطين والداعمين للإرهاب الأسدي.. وعلى الباغي ستدور الدوائر...؟