الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المالكي وهيكل.. وتلميع اتفاق نووي طهران

المالكي وهيكل.. وتلميع اتفاق نووي طهران

25.07.2015
اليوم السعودية



كلمة اليوم
الخميس 23/7/2015
ربما لم يمر التاريخ العراقي بما هو أسوأ من مرحلة نوري المالكي، والذي قاد العراق بنفس طائفي، وأدخله بالنتيجة في حالة من انعدام الوزن، بعد أن سلم أمره لولي نعمته في طهران، وأصبح ينفذ سياسات الولي الفقيه في إدارة شؤون البلد باقصاء كل مكوناته، والاعتماد فقط على الطائفة الشيعية، ومحاربة كل خصومه السياسيين بتلفيق التهم لهم ومطاردتهم قضائيا، بعد أن اختطف كل سلطات الدولة وسخرها لتمرير مصالحه الشخصية ومصالح أسياده الذين مكنوه من كرسي الوزارة، وهو الذي أمضى عمره لا وزن ولا لون له، سوى اتساع ولائه للنظام الفارسي، واستعداده التام لارتكاب كل الحماقات ضد وطنه وشعبه استرضاء لمن ألبسوه ربطة العنق، وقدموه للصف السياسي كقائد وطني، وكزعيم، وإن كان لا يجرؤ حتى على النوم إلا على الوسادة الإيرانية التي يستمد منها أمنه وشعوره بالاطمئنان، والتي سبق وأن اختطفت له نتيجة الانتخابات التي فاز فيها خصمه إياد علاوي لتعيده إلى السلطة على حساب دعاوى الديمقراطية، وأكذوبة الانتخابات.
ظل نوري المالكي على مدى ثماني سنوات يقود العراق والمنطقة إلى هاوية الصراع الطائفي، الذي زرع بذوره واسقاها لينفلت الوضع هناك إلى هذه النتيجة المؤسفة التي لا يزال يعاني منها العراقيون جميعهم بما في ذلك المكون الشيعي الذي ادعى المالكي أنه يحكم باسمه ومن أجله، وحينما لم تعد تحتمل القوى التي أوصلته إلى السلطة تلك الحماقات القاتلة التي دفعت المنطقة لأن تتحول إلى بؤرة للإرهاب، اخترعت له منصبا هامشيا كنائب للرئيس العراقي لتحميه من الملاحقة القانونية على ما ارتكبه طيلة فترة تفرده بالسلطة، وعندما غابت عنه الاضواء، أو ربما لسبب آخر عاد المالكي مجددا لينفث سمومه الطائفية، ولكن هذه المرة باتهام المملكة برعاية الإرهاب، والمطالبة بوضعها تحت الوصاية الدولية، وهي تهمة خرقاء لا يمكن قبولها من رجل دولة حقيقي فضلا عن أن تقبل من أحد مستقطبي الإرهاب الكبار، وأحد أبرز رعاته وداعميه، والذي لولا الحماية والمكافأة الإيرانية لخدماته لأصبح مكانه اليوم السجون بدلا من منصب نيابة رئاسة الجمهورية.
والشيء الغريب أن يتزامن هذا النعيق المالكي مع نعيق محمد حسنين هيكل، والذي جره بوق طهران صاحبه السفير طلال سلمان للتطبيل لإيران بعد توقيع اتفاق النووي، والذي انطلق يكيل المديح للنظام الإيراني، ولم ينس التصفيق لحسن نصرالله، والذي زعم أنه ذهب ليحارب في سوريا مدافعا عن نفسه، بعد ما أشاد بسمعة السيد وكفاءته، ثم لينعطف على المملكة ودول الخليج بشيء من شتائمه المعتادة في محاولة للتقليل من شأنها، ويكفي لتتفيه هذه الأقاويل الباهتة مدفوعة الثمن من الأموال الإيرانية المفرج عنها، أنها تصدر من رجل يزعم أنه كان أحد رموز حقبة القومية العربية في زمن عبدالناصر، وحتى نقيس المسافة بين عروبية هيكل وهيامه بنظام الملالي الصفوي الفارسي، يلزم أن نبحث عن السر في الأموال الإيرانية التي بدأت تسيح بقرار مجلس الأمن، ومسعاها لتلميع موقف الملالي، وتسويق الاتفاق على أنه نصر إلهي آخر تضيفه إيران لانتصاراتها العريضة، ويدوزن لها أزلامها أقلامهم وحناجرهم للغناء بالتيمة الفارسية، ومشكلة هيكل مع المملكة أن الساسة السعوديين لا يقيمون له ولا لقراءاته وتحليلاته وزنا، ولا يدعونه لمآدب غداء وهو الذي اعتاد أن يحضر تلك المآدب مع كل الساسة عربا وعجما، حتى مع الأموات، لذلك هو يشعر بالكثير من الغيظ من كل موقف تتخذه المملكة ، وقد حدث هذا مع عاصفة الحزم وموقفه السخيف منها.