الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- آراء حول اجتماع جنيف /2/ حول سوريا

المانيا- آراء حول اجتماع جنيف /2/ حول سوريا

25.01.2014
هيثم عياش


برلين /‏23‏/01‏/14
اتفقت آراء بعض السياسيين بتعاليقهم حول مؤتمر جنيف / 2/ الدولي حول سوريا الذي بدأ اجتماعه على بحيرة جنيف بمنطقة مونتروكس على ان الحوار الذي جرى يوم أمس الاربعاء 22 كانون ثان/يناير والذي سيستمر حتى يوم غد الجمعة 24 من الشهر الجاري على ان الحفر بين الشعب السوري الذي تمارسه المعارضة والنظام السوري عميقة للغاية والحوار سيكون بمثابة حوار بين الطرشان وسيعود جميع من يشارك بالمؤتمر الى بلادهم كخفي حنين  ، فوزير الخارجية الالماني فرانكف التر شتاينماير أكد قبيل دخوله قاعة المؤتمر يوم أمس الاربعاء بأنه لن يكون هناك معجزة ستقع والمفاوضات صعبة الا ان الضرورة ملحة لايجاد مخرج يساهم برفع المعاناة عن الشعب المحاصر لايصال المساعدات الانسانية اليه . بينما رأى عضو هيئة رئاسة خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / العسكرية وقائد الجيش الالماني السابق بيرند ناومان بندوة توضيح حول مؤتمر ميونيخ الـ 50 الذي سيفتتح ابوابه يوم الجمعة من 31 كانون ثان/يناير  تمت مساء يوم أمس الاربعاء بالعاصمة برلين ان انهاءماساة الشعب السوري تكمن بتعاون الماني فرنسي بدعم من / الناتو / مع روسيا للتدخل عسكريا بسوريا لإنهاء نظام اسد ومؤتمر جنيف بمثابة رحلة استجمام للمعارضة واعضاء النظام السوري اضافة الى ممثلي الدول المشاركة فيه ، بينما اعتبر سفير روسيا ببرلين فلاديمير جرينين بالندوة المشار اليها بمؤتمر جنيف/2/ هام للحيلولة دون وقوع منطقة الشرق الاوسط برمته بقبضة الاسلاميين وان موسكو غير متمسكة بذيل اسد /على حد تعبيره / مستبعدا اي نتيجة ايجابية يسفر عنها اجتماع جنيف . بينما أعرب السفير الامريكي ببرلين  جون اميرسون عن استيائه للكلمات التي القاها وزير خارجية نظام سوريا وليد المعلم واصفا خطابه بالهجومي ووصفه الاخوان المسلمين بأنهم عاثوا من تونس الى سوريا مرورا بمصر فسادا اشارة اكيدة بأن النظام السوري لا يريد لمؤتمر جنيف اي نجاح فالهجمة على الاخوان المسلمين غير مبررة واتهامه الجمعة بالفساد نفاق يريد خلاله التقرب من تلك الدول العربية التي تشن حملة اعتقالات ضد الاخوان ، بينما رأى عضو شئون لجان السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني اوميد / عميد / نوريبور  بان ايدي النظام السوري الملطخة بالدماء  لن تخرج من أفواه ممثليه الا الأكاذيب .
وبكل تأكيد فان مؤتمر جنيف لن ينهي الحرب التي يشنها النظام السوري ضد شعبه كما لن يساهم بعودة المشردين السوريين في لبنان والاردن وتركيا وغيرهم الى بلادهم ولكن ربما يستطيع هذا المؤتمر المساهمة بوصول المساعدات الانسانية الى السوريين داخل بلادهم الا ان ذلك لن يكون مضمونا  فالولايات المتحدة الامريكية وروسيا وبعض الدول الاوروبية اضافة الى ايران تريد المحافظة على مصالحها وتأثيرها  السياسي والاقتصادي والمعنوي بمنطقة الشرق الاوسط ولن يكون اي اتفاق بين المعارضة ووممثلي النظام فبالرغم من ضغوط امريكية وبريطانية على المعارضة من اجل توصلها مع ممثلي النظام حول مستقبل بشار  اسد فممثلي النظام لن يقبلوا اي مساومة على زعيمهم كما ان المعارضة لم تعد تمثل الشعب السوري واي اتفاق يتم بين المعارضة وممثلي النظام لن يحظى بتأييد من الشعب السوري .
وسينجم عن المؤتمر سواء فشل او لم يفشل دمج امريكا وروسيا التي تمثل ايران دمج اسد بالمجتمع الدولي مرة اخرى فمشاركة رجل دين مسيحي بوفد النظام رسالة واضحة للمجتمع الدولي بان أسد حامي الاقليات الدينية في سوريا وفي مقددمتهم النصارى واستجابته لقرار واشنطن وموسكو بتدمير اسلحته الكيمياوية وانه رجل دولة يتعاون مع المجتمع الدولي ويريد ان يثبت للجميع بان حكومة في سوريا المستقبل بدونه لن تكون مستقرة وعلى المجتمع الدولي ان لا يأمل باستقرار منطقة الشرق الاوسط اذا ما استلم الاسلاميون حكم سوريا وغادر أسد السلطة بمحض إرادته او بالقوة .
وأمريكا وروسيا لهما أطماع استراتيجية بالمنطقة  فهي تريد تنفيذ ما أعلنه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش / الاب وحاول ابنه ايضا / ارساء نظام دولي جديد بالعالم وليبدأ بمنطقة الشرق الاوسط التي تعتبر لب النزاعات في العالم فنهاية النزاعات فيها نهاية للنزاعات الاخرى في العالم ولذلك فهي تريد استمرار الحرب بتلك المنطقة بين القوى الاسلامية الكبيرة بها وعندما تشعر هذه الدول بالضعف تستطيع واشنطن فرض سيطرتها بشكل سهل للغاية بالمنطقة المذكورة ، وموسكو لا تدعم أسدا حبا فيه بل من أجل عودتها الى المسرح الدولي بشكل قوي اكثر من ذي قبل فهي تزاحم واشنطن بتأثيرها السياسي والمعنوي على دول المنطقة وبدون تدمير تلك المنطقة ولذلك فانه يجب تنفيذ ذلك المخطط الذي أعلنه المفكر الامريكي صموئيل هونينينغتون صاحب / صراع الحضارات / ضرورة تأليب المسلمين بعضهم على بعض ..