الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- آراء حول التحالف الإسلامي ضد الإرهاب

المانيا- آراء حول التحالف الإسلامي ضد الإرهاب

19.12.2015
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين 16‏/12‏/2015
أثار إعلان المملكة العربية السعودية عن قيام تحالف اسلامي يضم اربع وثلاثون دولة  ضد تنظيمات الارهاب الدولية ، هذا التحالف الذي لن يقتصر على تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / فحسب بل جميع تنظيمات الارهاب ، ترحيبا  وانتقادا من بعض السياسيين في المانيا .
ففي حين أعربت وزيرة الدفاع الالمانية اورزولا فون دِرْ لاين عن ترحيبها بهذا التحالف الذي جاء من اجل وضع صيغ قوية تؤكد رفض جميع الدول الاسلامية للارهاب وخاصة ارهاب / داعش / اذ شمل التحالف تلك الدول التي كانت مترددة بمحاربة تنظيمات الارهاب مضيفة على ان على هذا التحالف ان يشمل ايضا تلك الدول التي شاركت بمؤتمر فيينا التي من بينها ايران والعراق والصين وروسيا اذ تعتبر شريكا للتحالف الدولي ضد / داعش / الذي يشمل بعض الدول الاوروبية مثل المانبا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وعلى التحالف الاسلامي جذب طهران وبغداد اليه .
كما أكد ناطق شئون السياسة الخارجية وخبير الشرق الاوسط لدى كتلة الديموقراطيين الاشتراكيين بالبرلمان الالماني نيلس آنين  ترحيبه بهذا التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية التي وصفها الى صحيفة / نويه اوسنابروكر  تسايتونغ – صحيفة اوسنابروك الجديدة / في عددها هذا اليوم الاربعاء 16 كانون اول / ديسمبر بانها شريك رئيسي وهام للمجتمع الدولي بمحاربة الارهاب وانضمام اكثر دول اهل السنة الى هذا التحالف سيعطي قوة للتحالف الغربي ضد تنظيمات الارهاب ولا سيما تنظيم / داعش / اذ وجود التنظيم المذكور فانه لن يكون سلام في سوريا واعلان السعودية التحالف المذكور يجب أن يلقى ترحيبا ودعما دوليا بالرغم من وجود  انتقادات على السعودية جراء تقارير وتكهنات بانها تريد نشر ما أطلق عليه نيلس / بالوهَّابية / بالدول الاسلامية  مؤكدا الى ضرورة ازالة هذا الاعتقاد والاعتقاد الذي اشار اليه الاعلام والسياسة الايرانية بان السعودية تريد وراء التحالف الاسلامي الذي يضم جميع دول اهل السنة انتهاج سياسة ابادة وتمييز ديني ضد الشيعة مؤكدا الى ضرورة ان يكون هناك حوار فعال بين السعودية وروسيا وامريكا وايران تحت غطاء الامم المتحدة لانهاء العنف في سوريا .
الا ان جويدو شتولنبيرج خبير ما يُطلق عليه بالارهاب والسعودية في معهد برلين للعلوم والسياسة ، رأى بالتحالف الاسلامي بأن السعودية تطمح  الى زعامة العالم الاسلامي  وخاصة مسلمي اهل السنة والجماعة واستبعاد الشيعة يعني الى نية السعودية  شن حرب ضد الشيعة على حد رأيه الى المحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني مساء يوم أمس الثلاثاء 15 الشهر الحالي .
اعلان السعودية التحالف الاسلامي ضد تنزيمات الارهاب الدولية دليل واضح وحي اهمية تلك الدولة فيدونها فانه لن يكون اي نجاح للقضاء على تنظيمات الارهاب الدولية ، فالسياسة الدولية وتطوراتها تؤكد انه لولا لم تقم السعودية بقطع علاقاتها مع الطالبان لم تبادر الدول الاسلامية وغيرها بقطع علاقاتها مع حكومة الطالبان التي أعادت افغانستان الى العصور الوسطى والتعصب الاعمى ، كما ان مبادرة السعودية بقيام هذا التحالف دليل قوي على حاجة الدول الكبرى الماسة للسعودية واهمية هذه الدولة كشريك استراتيجي قوي لمحاربة الارهاب ووضع حد للمعاداة للاسلام على ان دين يدعو الى الارهاب . العالم يرى بالسعودية وتركيا  قوة اسلامية لا يستهان  بهما ، ومصر التي كانت تعتبر شريكا استراتيجيا هاما للغرب لم يعد لها أي مكانة منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي وجذب الغرب لتلك الدولة اضافة الى جذبه العراق لن يكون موضع اهتمام الغرب فالدولتين المذكورتعين تعيشان في جو قاتم لا احد يعرف ما الذي ستنجلي عنه تطورات السياسة بهما ، فالعراق وعلى  حد راي الخبراء يعيش تحت رحمة ايران بتأثيرها السياسي والديني عليه .
السعودية ضحية الارهاب واعلانها قيام تحالف اسلامي ضد تنظيمات الارهاب رسالة براءة واضحة من كل من يعتقد ويؤكد ان السعودية  غضت طرفها عن تمويل بعض الاغنياء المتدينين ببلادها تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / ماليا ومده بالسلاح جراء ما يعتقده بعض خبراء الشرق الاوسط والارهاب وجود تقارب فكر بمنهج الفكر السلفي ، يطلق الغرب على السلفية بالوهَّابية / السائد في السعودية  وفكر عناصر تنظيم / داعش / علما ان تنظيم المذكور تجاوزه بفكره  التطرف الاعمى .
لقد عانت السعودية من عمليات ارهابية وقعت بها  أراد القائمون وراءها زعزعة امن دولة تعتبر اكثر دول العالم الاسلامي وخاصة منطقة الشرق الاوسط استقرارا واكثرها قوة ، فخبراء الارهاب يعتقدون ان حادث التدافع الذي وقع بمشعر منى أثناء حج عام 2015 الذي اودى بحياة اكثر من ثمانمائة شخص  كان وراءه عملا تخريبيا للاساءة الى سمعة السعودية تكمن تقاعسها بامن الحجا الامر الذي كان وراء مطالبة ايران وبتحريض من الولايات المتحدة الامريكية وضع وصاية اسلامية للأماكن المقدسة .
 استبعاد ايران والعراق من التحالف الاسلامي رسالة اسلامية واضحة لايران تكمن بعدم رضا الدول الاسلامية تجخل ايران السافر الى جانب النظام السوري الذي يمارس سياسة اغبادة شعب يريد الحرية وبالتالي غضب الدول الاسلامية من ايران  التي تتعاون مع روسيا ضد الشعب السوري اضافة الى هيمنتها السياسية والدينية على العراق وتدخلها بشئون اليمن ومنطقة الخليج العربي واذا ما دخلت ايران التحالف الاسلامي فان الحلف سيتعرض للانهيار بشكل سريع .