الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- آراء حول انتصار زعيم العدالة والتنمية اردوجان

المانيا- آراء حول انتصار زعيم العدالة والتنمية اردوجان

02.04.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏01‏/04‏/14
وضعت نتائج الانتخابات المحلية التي جرت بتركيا قبل يوم أمس الاحد 30 آذار/مارس وفاز بها حزب العدالة والتنمية الذي يقود رئيس الوزراء رجب الطيب أردوجان حدا للتقارير حول ملل الاتراك وسخطهم من اعمال حكومتهم وبالتالي فان تلك التقارير التي كانت تتهم حكومة اردوجان بالرشوة وغيرها لم  تلقى آذانا صاغية لتلك التقارير . فقد أثار انتصار اردوجان بالانتخابات ردود فعل لدى الصحافة والسياسة بالمانيا ، فحين أعربت رئاسة الحزب الديموقراطي الاشتراكي عن ترحيبها بفوز أردوجان ومطالبة سياسيين مسيحيين المستشارة انجيلا ميركيل دعم حكومة حزب العدالة والتنمية بطموحاتها حصول بلادهم على عضوية الاتحاد الاوروبي ، أعربت نائبة رئيس البرلمان الالماني عن كتلة الخضر كلاوديا روت عن رايها بأن نتائج الانتخابات مرعبة لأنها كانت تتوقع هزيمة اردوجان فيها جراء اشاعات الرشوة وضيق الشعب التركي من اسلامية الدولة وحرصه على علمانية بلاده متوقعة ان ينجم عن نتائج الانتخابات عنفا وقلقا بين اهل السنة والعلويين بتلك الدولة جراء ضغوط يمارسها مسلمو اهل السنة على الاقلية الدينية ببلادهم  معربة بالوقت نفسه عن أملها ان يثبت الاتراك مقدرتهم على استتباب أمن بلادهم والمصالحة بين الاحزاب التركية وخاصة مصالحة بين اردودجان  ورجل الدين فتح الله غولين ضرورة ملحة مطالبة جماعة غولين بالمانيا الكف عن أثارة الراي العام بالمانيا ضد اردوجان وفي تركيا أيضا . / يملك غولين موسسة اعلامية كبيرة في المانيا / .
بينما رأت عضوة الديموقراطيين الاشتراكيين مسئولة حزبهم عن الحوار الديني لالا أكجون / من اصل تركي من الطائفة العلوية / فشل ربيعا عربيا بتركيا مؤكدة ممارسة حكومة وحزب اردوجان الرشوة وبالتالي السعي لاسلامية الدولة واسقاط العلمانية بتركيا ، مطالبة بالوقت نفسه المستشارة انجيلا ميركيل بتقارب تركيا مع الاوروبيين بشكل اكثرمن ذي قبل للحيلولة دون وقوع تركيا بدوامة تطرف اهل السنة . / يحظى العلويون بعاطفة من قبل بعض الاحزاب الالمانية / .
واعتبرت بعض الصحف الالمانية فوز اردوجان انتصارا للاسلام السياسي ودليل واضح على اسلامية الشعب التركي وتطلعه الى الاسلام كدين جامع ، فقد أكدت صحيفة / زوددويتشيه تسايتونغ / ان فوز حزب العدالة والتنمية هز عظام مؤسس تركيا الحديثة مصطفى  أتاتورك بقبره فعلى الدول الاسلامية التي تحارب الاحزاب الاسلامية أخذ تجربة حكم حزب اسلامي في ظل الدولة العلمانية  فقد استطاع الحزب ان ينتهج الوسطية بين الدستور العلماني والوجهة الاسلامية ، بينما أعربت صحيفة / دي فيلت – العالم / المعروفة بتضامنها مع الكيان الصهيوني / عن أسفها لنجاح  الحزب من جديد متوقعة عودة فتور العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني جراء دعم حكومة اردوجان للفلسطينيين في غزة متوقعة بالوقت نفسه  انتصارات يحققها الشعب السوري على الارض ضد نظام بشار اسد مطالبة الحكومة الالمانية عدم دعمها بشكل مطلق لحكومة اردوجان بتسهيل دخول تركيا الاتحاد الاوروبي  لان الاتراك بعيدون عن اوروبا .
وحثت صحيفة / كولنر شتات انتسايغر – عناوين مدينة كولونيا /  اردوجان بالكف عن تهديده خصومه بالويل والثبور والسعي لمصالحة معهم وخاصة الشيخ فتح الله غولين لان الانتقام وسيلة لاثارة الفتن وتقسيم الشعب التركي على نفسه . ورأت صحيفة / فيستفيليشيه ناخريشتين – أخبار الغرب / بأن تركيا لم تعد مؤهلة دخول الاتحاد الاوروبي اذ ان شعبها اثبت انتماؤه لشعوب الشرق الاوسط المسلمين وعلى الحكومة الالمانية سحب يدها من دعم اردوجان الذي يسعى لعضوية بلاده بالاتحاد المذكور اذ لا يجوز وجود إمام بالبرلمان والمفوضة الاوروبية يؤم المصلين بهما . بينما أكدت صحيفة / فولكس شتيميه – رأي الشعب /  ضرورة احتلال انقرة مقعدا لها بالبرلمان والمفوضية  الاوروبية اذ أثبتت تركيا قوتها الاقتصادية والسياسية وتأثيرها السياسي على منطقة الشرق الاوسط وبإمكانها احلال السلام بالمنطقة المذكورة والمصالحة والتعايش السلمي بين الغرب المسيحي والشرق الاسلامي على حد هذه الآراء .