الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- آراء حول مؤتمر أصدقاء سوريا بلندن

المانيا- آراء حول مؤتمر أصدقاء سوريا بلندن

18.05.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏16‏/05‏/14
عقد بالعاصمة البريطانية لندن يوم أمس الخميس 15 ايار/ مايو اجتماع لوزراء خارجية دول ما يطالق عليهم / أصدقاء الشعب السوري / نجم عنه اتفاق مبدئي يكمن السعي بتقديم بشار اسد ونظامه الى محكمة الجزائر الدولية المختصبة بمعاقبة مجرمي الحرب ودعم المعارضة السورية بدون ان يذكروا ماهية الدعم . وأعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير بتصريح له للمحطة الثانية من الرائي / التلفزيون / الالماني ان المجتمع الدولي مسئول ايضا عن اللاجئين السوريين بلبنان والاردن وتركيا ويجب ان تشمل المساعدات والدعم اللاجئين بتلك الدول مؤيدا بالوقت نفسه تصريح نظيره الامريكي جون كيري البحث عن مخرج سياسي لانهاء العنف في سوريا .
واعتبر خبير شئون سياسة منطقة الشرق الاوسط  اودو شتاينباخ المؤتمر في غاية السخرية اذ تم انعقاده متزامنا مع انتهاء زيارة رئيس ائتلاف  قوى المعارضة السورية احمد الجربا الى الولايات المتحدة الامريكية التي عاد بخفي حنين اذ عدم تسليح المعارضة ومدها بالعتاد العسكري وبالتالي الاصرار على الحل السياسي يعتبر في غاية السخرية  فالوضع في سوريا لا يمكن إنهاءه بالسياسة فقد فشلت جميع الجهود وها هو اسد يريد البقاء بمنصبه والمجتمع الدولي يضحك على الشعب السوري اذ سيقبل بالنهاية بشار اسد رئيسا لبلاده .
ومن ناحيته فقد رأى خبير الشرق الاوسط وخاصة سوريا بمعهد العلوم والسياسة فولكر ببيرتنس صعوبة ايجاد الامم المتحدة خليفة للاخضر الابراهيمي الذي أشار اثناء تقديمه استقالته بأنه لم يعد هناك في سوريا اي دور للوساطة السياسية لإنهاء العنف السائد بها ، معتبرا تصريح الابراهيمي بغاية الصواب فالعمل العسكري اضبح امر لا مفر منه ولكن السؤال يبقى أي دولة مستعدة للتدخل العسكري بذلك البلد لإنهاء ماساة الشعب السوري وتأديب بشار أسد على عرار التدخل العسكري في ليبيا مضيفا ان الدول العضوة بمجلس الامن الدولي لم تأخذ جهود الابراهيمي بالجدية لانها تعرف تماما بأنها تنفخ برماد .
ورأى بيرتيلس ، الذي درس العربية  بدمشق ، ان الازمة الاوكرانية ضغطت على الازمة السورية اذ سحبت الاضواء عن مأساة الشعب السوري ولم تعد سوريا تحظى باهتمام السياسة والاعلام بشكل لائق الامر الذي كان وراء حصول أسد ونظامه على دعم اكثر من روسيا والصين وايران وغيرهم من الدول التي لا تزال متعاطفة مع اسد معتبرا اجتماع وزراء خارجية دول / اصدقاء سوريا / بلا فائدة واجتماع اعتيادي للاطمئنان على صحة الوزراء فقط على حد قولهما .