الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- إعادة إحياء الخلافة حلم يراود الجميع

المانيا- إعادة إحياء الخلافة حلم يراود الجميع

07.07.2014
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏06‏/07‏/14
لا أحد يستطيع الجزم عمن يقف وراء دعم وقوة ما يُطلق عليه بـ / دولة الشام والعراق الاسلامية – داعش / التي تشغل حاليا خبراء سياسة الشرق الاوسط والحركات الاسلامية ، هذا التنظيم الذي أعلن من خلال نشوة انتصاراته التي حققها في الموصل وبعد المدن العراقية الخلافة واطلق على تنظيمه الدولة الاسلامية وأظهر شخصا يخطب على اعواد بعض مساجد الموصل يعلن فيه الخلافة ويطالب بالهجرة الى المناطق التي يسيطر عليها تنظيمه ، فمن قائل يقول بأن الشخص ليس بابي بكر البغداد ، وانما بغدادي ايراني من الحرس الثوري ، وقائل يقول بأنه سعودي وثان يزعم بأنه البغدادي بعينه بل ذهب أحدهم بعيدا بأنه اسامة بن لادن  اذ ان واشنطن لم تظهر تماما كيفية تصفيتها لزعيم القاعدة الراحل وقال ان الملائكة تحارب مع التنظيم وهو رآها بأم عينه.
تنظيم / داعش / موجود في العراق منذ وصول اول جندي امريكي الى العراق الا انه كان يحمل تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق فقط واضاف اليها الشام عندما انخرط بالاعمال الحربية في سوريا التي يحارب النظام السوري شعبها ،  فالتنظيم كان يستمد العون والدعم المادي من ايران وبشار أسد ونظامه وهو أمر لا أحد يستطيع تجاهله .
ويعتقد خبير ما يُطلق عليه بالارهاب هارالد مارتينشتاين ان / داعش / تريد استلام قيادة القاعدة من ايمن الظواهري  الذي لا أحد يعرف مكانه . بينما يؤكد نظيره بخبرة الارهاب رولف توبهوفين الى وجود لعبة دولية وراء هذا التنظيم لدعم تأكيد بشار اسد الذي لا يزال يؤكد بأنه لا يحارب الشعب السوري ويقتله بل يحارب تنظيمات ارهابية ، أي أن سقوط أكثر من 200 الف شهيد في سوريا معظمهم من اهل السنة والجماعة ارهابيون ، وان هذه المنظمة تريد إقناع العالم بضرورة اعادة الشرعية لبشار اسد . ويعتقد قائد الجيش الالماني السابق ورئيس خطط حلف شمال الاطلسي / الناتو / العسكرية سابقا كلاوس ناومان وقوف السعودية وقطر ودول خليجية وراء قوة / داعش / هذه بل يطالب ايضا / الناتو / بالتدخل عسكريا في العراق لقتال / داعش / قبل ان تصبح طالبان الشرق الاوسط . والواقع بأن كل المناطق التي استولى عليها تنظيم / داعش/ في سوريا لم يأخذها من النظام السوري بل استولى عليها من محاربته التنظيمات الموجودة على الارض السورية كما ان سيطرته على الموصل وغيرها من المدن العراقية بالسرعة هذه وبدون قتال يذكر يستطيع ان تعيد ذاكرة المرء الى سبع واربعين عاما الى الوراء حيث استطاع جيش الكيان الصهيوني احتلال هضبة الجولان في حرب عام 1967 بأكملها بدون أي قتال يذكر فقد طالب وزير الدفاع السوري السابق فيما بعد رئيس سوريا حافظ اسد جيشه بالانسحاب الكيفي قبل سقوط القنيطرة بثلاثة ايام الأمر الذي يجزم وقوف امريكا وبالتعاون مع نظام اسد وملالي ايران دعم / داعش / للقضاء على انتفاضتي الشعب السوري والعراقي .
ويؤكد الصحافي الالماني المخضرم بيتر شولاتور / 90 عاما/ اعلان / داعش / دولة الخلافة ، الى ان الحلم بإعادة احياء الخلافة الاسلامية يراود الجميع ، فقد عرضت شخصيات سياسية وطنية مرموقة الخلافة على الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لأنهم وجدوا فيه شخصية قوية يستطيع لم شمل المسلمين من جديد ، ودعوة / داعش / اقامة الخلافة من اجل استقطاب اولئك المتحمسين لإعادة الخلافة من الشباب الطائش .
وربما يكون جواب العي السؤال ، بأن ما يجري في سوريا من خلال ضياع الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر من خلال اعادة مرتزقة اسد السيطرة عليها او سيطرة / داعش عليها / لم يكن ليتم لولا تخاذل المجتمع الدولي عن نصرة الشعب السوري واستهزاء الولايات المتحدة الامريكية بما يطلق بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة السوري الذي يعتقد اكثر اعضاؤه بان امريكا تري مساعدة الشعب السوري ، فقد قامت واشنطن بدعم /داعش / ولم تدعم الجيش السوري الحر والتنظيمات المسلحة الاخرى  وأرغمت هذه التنظيمات  بدخول جبهة قتال مع/ داعش / الى جانب مقاتلة مرتزقة اسد من حزب  الله وكتائب ما يطلق عليه بأبي الفضل عباس وذلك لارهاق التنظيمات هذه وإرغامها على وضع السلاح لان امريكا تريد إعادة الشرعية لاسد بالتعاون مع طهران وموسكو .
ويؤكد خبير الشرق الاوسط هارالد مولر من معهد يسين لبحوث السلام  والحرب ان ما يجري في سوريا والعراق لعبة امريكية من إخراج موسكو ويؤدي دورها اسد وملالي طهران وضحاياها الشعب السوري وشعوب منطقة الشرق الاوسط برمته ، فالتهديدات بتأديب اسد قد تلاشت واختفت تماما فهو الذي أعلن قبوله اتلاف اسلحته الكيمياوية ورضيت واشنطن عن ذلك تغاضت الادارة الامريكية عن البراميل المتفجرة التي تحصد يوميا العشرات وأعطت دعما عسكريا لطالبان الشرق الاوسط الجديدة /داعش / اذ لم كان هذه التنظيم ارهابيا بعين واشنطن لما أصبح يمتلك أحدث انواع الاسلحة والاليات العسكرية .
ومهما يكن فالايام القليلة المقبلة مليئة بالمفاجئات فالنظام السوري والجيش السوري الحر ايضا على وشك الانهيار وهذا ما تريده واشنطن وموسكو وترفض طهران انهيار نظام أسد لأن بانهياره ستتعرض خططها  التي تكمن بالهيمنة على منطقة الخليج العربي للفشل .
واذا ما عدنا الى الناحية الفقه السياسي من إعلان / داعش / الخلافة فهو من الناحية الفقهية السياسية ملغى تماما وغير شرعي فالتنظيم لا سلطان له على سوريا والعراق ولا هو محققا للأمن والأمان  لا في داخل لمناطق التي يسيطر عليها ولا في خارجها وهو بالتالي تنظيم اجرامي ليس إلا .