المانيا- الاستغلال وضياع الحريات أساس الاحتجاجات بالعالم

برلين /‏28‏/01‏/14
عزا خبراء السياسة الدولية وتطورات الاقتصاد والاجتماع في معهد بيرتلسمان للدراسات الدولية بدراستهم حول الاحتجاجات الممتدة من شمال افريقيا الى تايلند عبر اوكرانيا ومحاربة النظام السوري لشعبه الى استغلال مسئولي الدول حكمهم لشعوبهم بدون الرجوع الى استشارة شعوبهم وعدم الاصغاء الى أراءهم وبالتالي عدم مراعاة شعورهم وطموحاتهم بأن تكون بلادهم حرة مزدهرة وان هذه الاحتجاجات ستستمر لسنوات متعددة .
وقال هؤلاء الخبراء بدراستهم التي عرضوا نتيجتها هذا اليوم الثلاثاء 28 كانون ثان/يناير بالعاصمة برلين انهم اجروا استطلاعا خلال الفترة ما بين تشرين أول/ماكتوبر من عام 2013 وحتى يوم 15 كانون ثان/يناير 2014 على حوالي 130 الف شخص في حوالي 129 بلدا في العالم رأوا ان سبب الاحتجاجات التي تشهدها بلادهم وبلاده اخرى في العالم يعود الى ضياع الديموقراطية والحريات العامة وفقدان العدالة الاجتماعية واستغلال الانتعاش الاقتصادي لصالح الحكومات وليس لصالح شعوبها .
فبعض الدول الافريقية وخاصة الدول الجنوبية من الصحراء الافريقية التي تعتبر من الدول النامية شهدت انتعاشا اقتصاديا لا باس به الا ان حكومات تلك الدول تقتصر على تطوير المدن الصغيرة مثل العواصم وغيرها مما تجنيه من ارباح اقتصادية وتهمل تطوير القرى والمدن الصغيرة النائية عن العاصمة كما انها لا تهتم بالناشئة الذي يعتبرون السواد الاعظم من سكان تلك المناطق . أما في اوروبا وخاصة اكرانيا والبانيا وهنغاريا ورمانيا وبلغاريا فقد فشلت جميع الجهود للقضاء على الرذيلة والجرية المنظمة وعدم الاهتمام بتطورات المجتمع في هنغاريا أدى الى بروز قوة العنصرية بها معتبرين ادخال بلغاريا ورومانيا بعضوية الاتحاد الاوروبي من الاخطاء الكبيرة التي ارتكبها الاوروبيون اذ ان الجريمة المنظمة استعت لتمتد الى بعض جول شمال اوروبا بالرغم من سياسة صارمة تتخذها تلك الدول للحيلولة دون تنامي قوة هذه المنظمات .
واعتبر الخبراء ان انتفاضة الشعب المصري قد فشلت بالانقلاب الذي قاده العسكر على الحكم المدني فالحريات العامة وبدون حدود التي شهدتها مصر كانت وراء الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس المدني محمد مرسي فقد كان على الحكومة المصرية ارساء الحريات بشكل تدريجي وليس فوري فالشعب المصري الذي عانى من حكم فردي عسكري امتد لاكثر من خمسين عاما صودرت من خلاله الحريات العامة وانتهاكات لحقوق الانسان لم يعتاد هذه الحريات والانقلاب العسكري سيساهم بوقوع ذلك البلد بدوامة العنف لسنوات متعددة وكذلك الحال في ليبيا محذرين في الوقت نفسه من مغبة عدم وضع حد للعنف الذي يمارسه النظام السوري ضد من وقوع منطقة الشرق الاوسط برمته بدوامة الاقتتال الداخلي والخارجي .
وأكد الخبراء ان الرشوة والاستغلال الاقتصاد هي وراء الاحتجاجات في اكثر من ثمان واربعين دولة في العالم فالهند مثلا التي اصبحت من الدول التي تناطح الدول الاقتصادية الكبرى بقوتها الاقتصادية التي تشهدها حاليا تعتبر بطلة العالم بالرشوة والاستغلال الاقتصادي الانمر الذي نجم عنه قيام منظمات غير حكومية تدعو الى محاربة الرشوة والاستغلال الاقتصادي يربو عدد هذه المنظات على الثلاثة مليون منظمة بإمكانها إشعال حرب واحتجاجات ربما تمتد لسنوات طويلة تؤدي بالقضاء على تطورها الاقتصادي .
ورأى هؤلاء الخبراء ان العالم ليس بخير حاليا فـ / الربيع العربي / الذي أطا بأنظمة سابقة سيمتد ليشمل الكثير من دول في العالم .