الرئيسة \  برق الشرق  \  المانيا- الحرب الروسية ضد العالم

المانيا- الحرب الروسية ضد العالم

05.07.2016
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين 04‏/07‏/2016
يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصية فذة  يشغل منذ عودته رئيسا لبلاده واستعادته مفاتيح الكرملين من سلفه ديمتري ميدفيديف هموم  سياسيي العالم اضافة الى الاعلام ، فهو ومنذ شهر أيار /مايو من عام 2012 تاريخ عودته الى الكرملين رئيسا له يبرز عضلاته امام العالم وخاصة امام الاوروبيين  ويهددهم بالويل والثبور اذا لم يستمعوا لسياسته وقام بتوسعة واعادة انتشار فرقه العسكرية في الشرق الاوربي وصواريخ بلاده الدفاعية متحديا بذلك حلف شمال الاطلسي / الناتو / الذي يريد زعماء هذا الحلف خلال اجتماعهم في وارسو يومي الخميس والجمعة المقبلين 7 و 8 تموز / يوليو وضع خطط جديدة في كيفية تعاملهم مع زعيم الكرملين وخاصة دراسة الوضع بالشرق الاوكراني ومخاطر الاحتكاك بالفرق العسكرية الروسية في سوريا والمناورات العسكرية الروسية ببحر البلطيق المزدحم حاليا ببواخر عسكرية تابعة لحلف / الناتو / وروسيا  .
ويعتقد رئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين فولفجانغ ايشينجر  من خلال تعليق له على فيلم وثائقي / اسباب مجهولة لحرب بوتين الغرب / عرضته الجمعية الالمانية للسياسة الخارجية  هذا اليوم الاثنين 4 تموز / يوليو،  ان السبل الكفيلة لوضع حد لمغامرات بوتين وتهديداته الاوروبيين و/ الناتو / الغاء تأشيرة دخول الروس دول الاتحاد الاوروبي والغاء العقوبات الاقتصادية ضد روسيا المنتهجة منذ عام 2014 بسبب سلخ شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا وضمه الى الحظيرة الروسية ستساهم بانهاء الاحتقان والفتور للعلاقات الاوروبية الروسية وعلاقات / الناتو / مع روسيا .
وتعتبر العلاقات الالمانية الروسية فاترة بعض الشيء ، فقد كادت العلاقات الدبلوماسية ان تنقطع بين برلين وموسكو وذلك بسب كذب طفلة روسية / من اصول المانية / تعيش مع اهلها بالعاصمة برلين تبلغ من العمر ثلاث عشرة عاما زعمت في وقت سابق من شهر آذار / مارس من عام 2016 الحالي بانها تعرضت للاختطاف من قبل ثلاث لاجئين واغتصبوها تبين فيما بعد عذرية الطفلة وكذبها ولم يكن هناك لاجئون اختطفوها  وانها كانت لمدة يومين مختفية عند جدتها.  تلك الحادثة كانت وراء شن حملة اعلامية روسية على المانيا قام بها بوتين ووزير خارجيته سيرجي لافروف متهمين الحكومة والشرطة الالمانية بالعنصرية وير ذلك ، وبالرغم من ظهور الحقيقة الا ان موسكو لم تعتذر من برلين .
ماذا يريد بوتين ؟ تدخله العسكري بشن الحرب الى جانب بشار اسد  ضد الشعب  السوري يريد بذلك الاحتكاك بحلف شمال الاطلسي / الناتو / عبر تركيا العضو الرئيسي والهام بـ / الناتو / مستغلا بذلك سحب / الناتو / قواعد صواريخ اقامها بمنطقة قهرمنشاه الواقعة على الحدود التركية السورية تلك القواعد التي نصبت جراء اعتداء قوات النظام السوري على الاراضي التركية وذلك لحماية تركيا من نظام سوريا وفق بنود / الناتو / التي تركد عن دولة عضو تتعرض لهجوم خارجي . الا ان / الناتو / التزم برودة الاعصاب بالتحرش الروسي ضد انقرة كما التزم برودة الاعصاب وبارك لخطوات بوتين تدخله بالحرب الى جانب  اسد بحجة الحرب ضد الارهاب .
يحتوي الفيلم على  وثائق دامغة تؤكد تأييد الاعلام والنقابات واحزاب قومية متطرفة في روسيا واوروبا لسياسة بوتين المعادية للغرب والشعب السوري وتأييد الاحزاب القومية المتطرفة لكل سياسة ينتهجها بوتين ضد الاسلام ، فحزبه الذي يحمل اسم / وطننا روسيا / احد الداعمين الرئيسيين لما يُطلق عليه بـ / الجبهة القومية الاوربية لحماية الغرب من الاسلام / وله اتصالات واسعة مع الاحزاب القومية الاوروبية التي تطالب حكومات بلادها بالغاء عضويتها من الاتحاد الاوروبي . الحرب الروسية ضد العالم ستنتهي بهزيمة بوتين فهو يسعى ان يكون مثل نابوليون بونابرت الذي حاول ان يسيطر على اوروبا مكتسبا بذلك دعم المناوئين للكنيسة الا انه سقط بعد ذلك .